السؤال
قمت من النوم ثم انتظرت دقيقتين عند دورة المياه، ولم أحس بأي شهوة، ولم أشاهد في نومي ما يوجب الغسل، ولم أجد أي أثر على ملابسي، وعندما مسحت لم يظهر شيء، ثم مسحت مرة ثانية، فنزل مني سائل بقعته أصغر من الأنملة، لونه أصفر، فتركته وذهبت لأصلي؛ لأن الذي أعرفه أن المني يكون كثيرًا، وليس بقعة صغيرة، وعندما عدت من الصلاة كان قد جف، ورائحته مثل رائحة البيض، ولا أعلم هل هو مني أم لا؟ فهل تجب علي إعادة صلواتي؛ لأنني لم أغتسل؟
الإجابــة
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمفهوم من قولك: مسحت مرة ثانية فنزل مني سائل ـ أن السائل خرج في اليقظة لا في المنام، والقرائن المذكورة في السؤال تشير إلى كون ما ترينه منيًا؛ لأن رائحته كرائحة البيض، فإن المني إذا يبس فإن رائحته تكون كرائحة البيض، كما في الفتوى رقم: 58142.
وكونه قليلًا لا ينفي احتمال كونه منيًا، ولكن قد بينا في الفتوى رقم: 142433، أن خروج المني في اليقظة لا يوجب الاغتسال إلا إذا خرج بشهوة.
وعليه، فقد كان الواجب عليك الوضوء من المني الخارج بلا شهوة، فإن كنت صليت بلا وضوء لزمتك الإعادة، وإلا فلا، ونفيدك أنه لم يكن عليك أن تكرري المسحات بعد الاستيقاظ، بل إن وجدت شيئًا فعلت ما يلزمك، وإلا فلا يلزمك شيء بالشك وتكرار المسح في الاستيقاظ قد يكون سببًا لرسوخ الوساوس، وقد بينا في الفتوى رقم: 162621، إفرازات المرأة في اليقظة وحكم كل منها، فراجعيها للفائدة.
والله أعلم.