الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صحبة من عنده مخالفات شرعية للدراسة

السؤال

أشكركم إخواني على هذا الموقع، جعله الله في ميزان حسناتكم، وجعلنا وإياكم من أصحاب الجنة إن شاء الله.
لدينا امتحان للتخصص، بقي لي من الوقت تقريبا عشرة أشهر، واختصاصي يحتاج لحفظ النصوص، والدروس كبيرة. فكرت في أن أذاكر مع زميل لي غير أن هناك مشاكل.
المدينة التي أسكن فيها، فيها زميل واحد، وهو شخص ضعيف الإيمان، يستمع للغناء. مطلق بصره، متزوج، يصلي ولكن لا يذكر الله إلا قليلا ومحب للدنيا كثيرا، وكما قال رسول الله: المرء على دين خليله. خفت أن أصبح مثله، وكذلك الحفظ يحتاج إلى بطء وتدبر، وصبر، وهو شخص سريع نوعا ما.
ما هو رأيكم؟ وهل تنصحوني بالعزلة للحفظ أم الاختلاط؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا أمكنك الاستغناء عن هذا الشخص، وتحقيق ما تصبو إليه من أسباب النجاح من غير الحاجة إلى مخالطته ومجالسته، فهو أفضل، فإن الشرع قد حث على صحبة الأخيار وحذر من صحبة الأشرار، كما في الحديث الذي أشرت إليه، والأحاديث الأخرى التي في معناه، وقد ضمنا بعضها الفتوى رقم: 216487 فراجعها.

وإن كنت في حاجة إليه، فلا بأس بمخالطته إن غلب على ظنك أمن شره وعدم التأثر به، وإذا رأيت منه مخالفة للشرع فمره بالمعروف، وانهه عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن انتهى وإلا ففارقه غير مأسوف عليه. ولابن القيم تقسيم جيد للناس من جهة الخلطة ذكرناه في الفتوى رقم: 158317 فنرجو مطالعته للأهمية.

وينبغي للمسلم حين مخالطته الناس أن يستحضر أمر الدعوة إلى الله، والحرص على تعليم وهداية من يجالسهم عسى الله أن يجري الخير على يديه، ويكون سببا في هدايته إلى الصراط المستقيم، وتراجع في الدعوة إلى الله وفضائلها وآدابها الفتاوى أرقام: 13288 - 8524 - 5197 - 8580 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني