الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نية التوبة عند ارتكاب الذنب لا تعفي صاحبها من المسؤولية

السؤال

أنا متزوجة من معدد، وهو لا يعدل بيني وبين زوجته في أي شيء، ويقول أنا أنوي العدل فقط أهمليني وقتا، فإذا ما ذكرته بحساب ربه له يقول: تكف عني العذاب نيتي، فهل صحيح أنه تكفيه النية لكف العذاب عنه في عدم عدله، ولما يجعلني أعانيه من عدم عدله بيننا من آلام وأحزان، بل ويعين الشيطان علي ويجعلني فريسة سهلة له، ويبعدني عن التعبد لله بمداومة التفكير في ظلمه لي؟ وهل النية تكفي لكف العذاب عن العباد؟...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجب العدل بين الزوجات، كما بينا في الفتويين: 9451، 17971. وعليه، فعدم العدل بين الزوجات ذنب، واستدامته ذنب، ولا يكفي فاعله نية التوبة، بل لا بد من فعلها، فارتكاب الذنب مع نية التوبة لا يجوز، كما بينا في الفتوى رقم: 46873.

وأما العذاب: فلا يُجزم به لمعين إلا بالنص، ومن المعلوم عند أهل العلم أن نصوص الوعيد قد تتخلف لبعض الأسباب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والوعيد العام لا يقطع به للشخص المعين لأحد الأسباب المذكورة: من توبة أو حسنات ماحية، أو مصائب مكفرة، أو شفاعة مقبولة، وغير ذلك.

وننصحك بالصبر على زوجك والاشتغال بطاعة الله، وأن تصرفي تفكيرك عن ظلمه لك، إلى الدعاء له بالصلاح، وحسن العشرة، وطاعة الله عز وجل كافية من كل شر، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب {الطلاق:2ـ 3}.

وما أصابك من الهم، فهو رفعة في درجاتك وحط من سيئاتك ـ إن شاء الله ـ قال صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا سقم ولا حزن، حتى الهم يهمه ـ إلا كفر به من سيئاته. رواه مسلم. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يصب منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني