السؤال
نشكركم على هذا الموقع الجيد، وسؤالي هو: على أي أساس تم اختيار الكتابة للقرآن الكريم؟ حيث إن هناك اختلافاً لبعض الكلمات مثل الصلاة تكتب الصلوة الخ. وما هو المعيار؟ وما هي الكتابة؟ وكيف تم جمع القرآن في مصحف واحد؟ وكيف تم تنقيط القرآن في عهد الحجاج، مع أننا نعلم أن زيادة نقطة تغير المعنى؟ ولماذا يوجد مصحف فارسي؟ وما هي الحكمة منه؟ وهل هو نفس المصحف العثماني؟
ولكم منا جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن جمع المصحف ونقطه وشكله في الفتوى: 15858.
أما قول السائل إن زيادة نقطة تغير المعنى، فصحيح فيما إذا كان المصحف على تمام النقط كما هو عليه الآن. أما إذا علمنا أن المصحف لم يكن منقوطاً أصلاً، فإن النقط قد يجلي المعنى أو يزيده وضوحاً، ويبينه: أن الباء- -التاء- الثاء- كانت ترسم سواء، والعين والغين كذلك، والفاء والقاف كذلك .... وكان العرب يميزون بينها بسجيتهم، ولكن لما دخلت العجمة، واختلط على الناس الأمر وضع العلماء النقط لبيان المعنى لا لتغييره.
وأما بالنسبة لمعيار كتابة القرآن، فإن القرآن يكتب وفقاً للرسم العثماني، وهو ما تم عليه الأمر في زمن عثمان -رضي الله عنه- بإجماع الصحابة، وقد يخالف الرسم العثماني قواعد الإملاء المشهورة، فالمعتمد عندئذ في كتابة القرآن هو الرسم القرآني لا قواعد الإملاء لأنه هكذا وصلنا بإجماع الصحابة والأجيال الإسلامية من زمنهم إلى زماننا.
وأما بالنسبة للمصحف الفارسي، فلعل السائل يقصد ما هو مشهور عند بعض طوائف أهل البدع بمصحف فاطمة ويقولون: إنه بقدر ثلاثة أضعاف مصحفنا، ويقولون: إن مصحفنا محرف.
ولا شك أن هذا القول كفر وردة، حتى إن متأخريهم صاروا ينكرون هذا ويأنفون منه ولا يريدون نسبته إليهم.
والله أعلم.