الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طلب الطلاق للتأخر في تجهيز المسكن

السؤال

خطبت لرجل، وعقدنا العقد الشرعي في نفس اليوم، واشترطت عليه قبل ذلك أن أسكن في سكن مستقل، وأخبرني أنه يمكنه توفير مسكن خلال سنتين أو ثلاث، وبعد أشهر ندمت؛ لأنه بدأ يلمح لي أن الأمر سيأخذ خمس سنوات، أو أكثر؛ مما يؤجل العرس هذه المدة، فهل لي أن أطلب الطلاق؟ وهل عليّ في ذلك إثم؟ فزوجي طيب، وذو خلق، ومتدين، ولا يعيبه غير ذلك، وماحكم المهر في هذه الحال - جزاكم الله خيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فللزوجة على زوجها أن يسكنها في مسكن مستقل، مناسب لحالهما، ولو لم يشترط ذلك في العقد.

لكن ننصحك بالرفق بزوجك، ومراعاة ظروفه، وأن لا تكلفيه ما يجحف به، ولا سيما مع ما ذكرت من خلقه، ودينه، ولا زلتما في فترة ما قبل الدخول، ومسألة تخوفه من عدم قدرته على توفير مسكن مستقل أمر في المستقبل، قد يتغير حاله، ويبسط الله عليه في رزقه، ويملك مساكن، لا مسكنًا واحدًا، ويستطيع تأجير شقق، لا شقة واحدة، فليحسن الظن بالله تعالى، ولا يحكم على المستقبل بتشاؤم.

وأما طلب الطلاق: فلا يجوز لك ما لم يمنعك حقك الشرعي، أو يلحق بك ضررًا.

وأما مجرد الحديث عن المستقبل، وأنه قد لا يستطيع توفير مسكن، أو قد يعجز عن النفقة، أو غيرها: فلا يبيح طلب الطلاق، وللفائدة انظري الفتويين: 6418/1114 ، ولمعرفة حقوق المطلقة قبل الدخول انظري الفتوى رقم: 23293.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني