الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلفت بالله أن تقوم بعمل حمية؛ وإلا فستصوم سنة كاملة

السؤال

أبلغ من العمر 21 سنة، ومنذ حوالي سنتين مضتا كنت أعاني من حالة عدم الثقة في النفس، وبالأخص من وزني، علمًا بأن وزني طبيعي، ولكن التليفزيون وصرعات الموضة في الوزن كانت تأخذني، فبدأت بعمل بعض الحميات، ولم أنجح في اتباعها، ثم أقسمت على نفسي بالله العظيم أني سوف أتبع حمية، ولكني لم أف بهذا القسم، وتكرر القسم، وكل مرة أندم على عدم الوفاء به؛ حتى تراكمت عليّ عدة أقسام، ولم أعد أتذكرها، ولكن الأصعب من هذا أني في إحدى المرات لا أعلم كيف قلتها، ولكني قلت: "والله العظيم" سوف أقوم بعمل حمية، وإن لم أفعلها فسوف أصوم سنة كاملة متواصلة، ويا رب إن لم أفعلها انتقم مني، ومضى على هذا القسم الآن حوالي سنة، أو أكثر، وأشعر بالذنب الشديد، ولا أعرف ماذا أفعل، وبالتأكيد أنا غير قادرة على صوم سنة كاملة، ولكني في وقتها كنت متأكدة أني سوف أفي بقسمي، ولكني لم أفعل، وتؤرقني نفسي، وأشعر أن الله ينتقم مني بالفعل، كما دعوت على نفسي من قبل، وأنا فتاة ملتزمة - والحمد لله - ولكني في الفترة الأخيرة لا أشعر أني أصلي جيدًا، ولا أشعر بنقاء روحي مثل ما كنت، ولا أعرف ما الحل، حتى القسم الذي أقسمته لا أعرف إذا كان منطقيًا، أو قيل عن وعي مني بتوابعه، ومن الصعب أن أنفذه رجاء، ساعدوني لأعرف الحل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد اختلف أهل العلم فيمن حلف أيمانًا، وحنث في كل منها، ثم أراد التكفير، هل تلزمه كفارة عن كل يمين من تلك الأيمان، أم تجزئ كفارة واحدة، والراجح الأول، وانظري الفتويين رقم: 11229، ورقم 8226.

وبخصوص النذر المذكور في السؤال: فإنه من نوع نذر اللجاج والغضب، وحكمه أنه لا يتعين الوفاء به على الراجح، وإنما يخير الناذر بين الوفاء به وبين التكفير عنه، وكفارة النذر ككفارة اليمين، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 17762،17466، 214912، وراجعي بخصوص وسائل الثقة بالنفس الفتويين رقم: 25496، ورقم: 75418، كما يوجد في قسم استشارات الشبكة كثير من النصائح النافعة في كيفية تقوية الشخصية، وتقوية الثقة بالنفس، وراجعي بخصوص الفتور الإيماني وعلاجه الفتويين رقم: 17666، ورقم 10800.

واعلمي أن المسلم منهي عن الدعاء على نفسه؛ لما ورد من النهي عنه، فقد روى أبو داود عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة نيل فيها عطاء فيستجيب لكم. وانظري الفتويين رقم: 172331، ورقم: 137802.

وننصحك بتوجيه اهتمامك إلى ما ينفعك في أمور دينك ودنياك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني