الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الفرح بمقتل مسلم ظالم قاتل على أيدي غير المسلمين

السؤال

هل يجوز الفرح بمقتل المسلم الظالم، الذي تسبب في قتل وترويع المسلمين، والأبرياء من غير المسلمين، إذا كان قتله على يد الكفار المقاتلين للمسلمين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان قتل هذا المسلم يؤدي إلى تقليل الشر والفساد، ولا يحل محله ظلم أكبر منه بأن يتسلط هؤلاء الكفار على المسلمين، فيرتكبون من الظلم أعظم مما كان يرتكبه هو، فالفرح بموته مشروع؛ لأنه فرح بتقليل الشر والفساد، واندفاع الظلم عن المسلمين.

وقد ذكر الذهبي في التاريخ أن إبراهيم النخعي لما أخبر بموت الحجاج بكى من الفرح، ولما بلغ الحسن موته سجد. وفي الصحيحين من حديث أبي قتادة- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: العَبْدُ المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالعَبْدُ الفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ العِبَادُ وَالبِلاَدُ، وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ.

فالفرح بموت الظالم الفاجر لأجل ما يحصل من زوال مفسدته، مشروع كما ذكرنا، سواء مات حتف أنفه، أو قتله مسلم، أو كافر؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.

قال ابن حجر: وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْفَاجِرِ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ كَافِرًا أَوْ فَاسِقًا.

فلا يمتنع أن يكون قتل المسلم الظالم على يد كافر من الأسباب التي يقدر الله بها تقليل الشر واندفاعه عن المسلمين. وأما إن كان قتل هذا المسلم يؤدي إلى حصول شر أكبر من تسلط الكفار ونحو ذلك، فلا وجه للفرح بموته بل العكس هو المشروع، والحاصل أن الفرح وضده يكون بحسب ما يحصل للدين وأهل الإسلام من المصلحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني