السؤال
هل تجوز صلاة الجمعة قبل الزوال وما الدليل وما وقتها الشرعي ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فجمهور أهل العلم على أن الجمعة لا تصح قبل الزوال، ولهم على ذلك أدلة منها ما رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس.
وعن سلمة بن الأكوع قال: كنا نجمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس ثم نرجع نتتبع الفيء. رواه مسلم، ولأنه المعروف من فعل السلف والخلف.
قال النووي في المجموع شرح المهذب: قال الشافعي -رحمه الله-: صلَّى النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان والأئمة بعدهم كل جمعة بعد الزوال.انتهى.
وذهب الحنابلة إلى أن أول وقت صلاة الجمعة هو أول وقت صلاة العيد.
وقال الخرقي: يجوِّز فعلها في الساعة السادسة، وهو روايةعن أحمد - أي الساعة التي تكون قبل الزوال-،انتهى.
واختار ابن أبي موسى -من الحنابلة- أنه يجوز فعلها في الساعة الخامسة، ولكن معتمد مذهب الحنابلة هو ما قدمناه أن أول وقتها أول وقت صلاة العيد، واحتجوا بحديث جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها حين تزول الشمس. رواه مسلم.
وعن سلمة بن الأكوع قال: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ننصرف وليس للحيطان ظل نستظل فيه. رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
قال النووي -رحمه الله- في المجموع شرح المهذب: والجواب عن احتجاجهم بحديث جابر وما بعده أنها كلها محمولة على شدة المبالغة في تعجيلها بعد الزوال. انتهى
والراجح هو مذهب الجمهور وهو أن وقت الجمعة وقت الظهر يبدأ بزوال الشمس عن كبد السماء ويخرج بخروج وقت الظهر.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني