السؤال
ما صحة دعاء: اللهم إني أسألك بالعرش والكرسي والنور الذي عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أن تسخر لي قلب من أحوجتني إليه وأن تكفيني شر من يقدر علي ولا أقدر عليه؟.
وجزاكم الله خيرا.
ما صحة دعاء: اللهم إني أسألك بالعرش والكرسي والنور الذي عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أن تسخر لي قلب من أحوجتني إليه وأن تكفيني شر من يقدر علي ولا أقدر عليه؟.
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتوسل بالعرش والكرسي وغيرهما من المخلوقات لا يجوز، جاء في شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي: قال أبو حنيفة وصاحباه رضي الله عنهم: يكره أن يقول الداعي: أسألك بحق فلان، أو بحق أنبيائك ورسلك، وبحق البيت الحرام، والمشعر الحرام، ونحو ذلك.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: والكراهية في كلام السلف كثيرا وغالبا يراد بها التحريم.
وقال ابن عثيمين في مجموع الفتاوى والرسائل: أما التوسل الممنوع: فهو أن يتوسل الإنسان بالمخلوق، فإن هذا لا يجوز فالتوسل بالمخلوق حرام. مثل أن تقول: اللهم إني أسألك بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كذا وكذا، فإن هذا لا يجوز، وكذلك لو سألت بجاه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنه لا يجوز، لأن هذا السبب لم يجعله الله، ولا رسوله سببًا. اهـ
وإذا كان ذلك لا يجوز بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أفضل مخلوقات الله على الإطلاق، كما قال المقري في الإضاءة:
وانعقد الإجماع أن المصطفى * أفضل خلق الله والخلف انتفى.
فإنه لا يجوز من باب أحرى بالعرش والكرسي، وأما التوسل بالنور الذى عليه محمد صلى الله عليه وسلم: فهو من التوسل المشروع إن كان القصد به القرآن الكريم، فقد قال الله تعالى: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا {التغابن:8}.
قال ابن جزي في تفسيره: واتبعوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ـ هو القرآن أو الشرع كله، ومعنى معه: مع بعثه ورسالته.
أما إن كان القصد نور النبي صلى الله شخصيا الذي قال الله تعالى عنه: قد جاء كم من الله نور وكتاب مبين ـ فإنه لا يجوز التوسل بنوره صلى الله عليه وسلم، لأنه مخلوق، والنور قد ذهب بعض المفسرين إلى أنه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، قال الطبري في تفسير: قد جاءكم من الله نور ـ يعني بالنور، محمدًا صلى الله عليه وسلم الذي أنار الله به الحقَّ وأظهر به الإسلام.
وفي تفسير البغوي: قد جاءكم من الله نور ـ يعني: محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل: الإسلام.
وفي تفسير ابن عطية: قوله عز وجل: نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ ـ يحتمل أن يريد محمدا صلى الله عليه وسلم والقرآن، وهذا هو ظاهر الألفاظ، ويحتمل أن يريد موسى عليه السلام والتوراة، أي ولو اتبعتموها حق الاتباع لآمنتم بمحمد، إذ هي آمرة بذلك مبشرة به.
وقد قلنا إن التوسل بالمخلوق لا يجوز، وللمزيد عن التوسل الجائز والممنوع انظر الفتوى رقم: 4413.
والحاصل أنه لا يجوز للمسلم أن يقول: اللهم إني أسالك بالعرش والكرسي، ويجوز له أن يقول: اللهم إني أسألك بالنور الذي عليه محمد صلى الله عليه وسلم إن كان يريد به القرآن وما جاء به.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني