الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كل من قرأ القرآن وهو عليه شاق له أجران سواء كان ذلك مع المعلم أم لا

السؤال

حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة وهشام، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه ـ قال هشام: وهو شديد عليه، قال شعبة: وهو عليه شاق، فله أجران ـ قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، فهل يشترط أن يكون مع معلم، أو يكفي مع نفسه ويكسب الأجرين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحديث المذكور قال عنه البغوي في شرح السنة: هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ.

ولم نقف بعد تتبعنا لشروح هذا الحديث على من قال من أهل العلم باشتراط المعلم لحصول أجر قراءة القرآن؛ ولذلك يبقى الحديث على عمومه، فكل من قرأ القرآن وهو عليه شاق له أجران، سواء كان ذلك مع المعلم أم بقراءته له وحده، قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين: وأما الذي يتلوه، ويتتعتع فيه وهو عليه شاق، فله أجران، إذن تالي القرآن ليس بخاسر مهما كان.

لكن إن كان الشخص كثير اللحن في القراءة، فهذا قد جاء تفصيل في حكم قراءته، ذكره الغزالي في إحياء علوم الدين فقال: وَالَّذِي يُكْثِرُ اللَّحْنَ فِي الْقُرْآنِ: إِنْ كَانَ قادرًا على التعلم، فليمتنع من القراءة قبل التعلم، فإنه عاص به، وإن كان لا يطاوعه اللسان: فإن كان أكثر ما يقرؤه لحناً فليتركه، وليجتهد في تعلم الفاتحة، وتصحيحها، وإن كان الأكثر صحيحًا وليس يقدر على التسوية، فلا بأس له أن يقرأ، ولكن ينبغي أن يخفض به الصوت حتى لا يسمع غيره، ولمنعه سرًّا منه أيضًا وجه، ولكن إذا كان ذلك منتهى قدرته، وكان له أنس بالقراءة، وحرص عليها، فلست أرى به بأسًا، والله أعلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني