الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع الحيوانات النافقة، وحكم الحزن والبكاء على الحيوان الميت

السؤال

أريد أن أعرف من حضراتكم: إذا كنت أربي طائرًا، أو حيوانًا، ومات، فماذا أفعل؟ هل أرميه في صندوق القمامة، أم أدفنه في الصحراء تحت الرمال، أم أضعه لحيوان آخر يأكله، فماذا أفعل كي لا أؤذي أحدًا؟ وهل هناك أحاديث، أو آيات كريمة تساعدنا حول التعامل مع الحيوان أو الطائر النافق بطريقة صحيحة؟ وهل من المحرم أن يتم قراءة أي قرآن بنية موت هذا الحيوان، خاصة إن هناك أشخاص ربما يعتبرون بعض الحيوانات جزءًا من العائلة، خاصة في حالات الوحدة؟ وماذا عن الحزن أو البكاء؟ شكرًا لحضراتكم، وأتمنى إجابة مفصلة من حضراتكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلم نقف على نص في القرآن الكريم، أو في السنة الشريفة بخصوص دفن الحيوانات، والطيور النافقة.

وعلى ذلك نرى أن ينظر إلى الأصلح في التعامل مع تلك الحيوانات النافقة من الدفن، أو غيره، ويمكن استشارة المختصين بشؤون البيئة في ذلك.

وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية سؤال يقول: أود أن أسألكم عن الهوام، مثل الحية، والداب، وغيرها من الهوام، إذا قدرني الله عليها وقتلتها، هل أقوم بدفنها، أو أتركها مكشوفة على الأرض؟ علمًا أننا لم نتركها، ولا زلنا نقوم بدفنها، ولا نعلم هو خطأ أم صح، أفتونا - جزاكم الله خيرا، وعظم لكم الأجر والثواب -.

فكان الجواب: الأمر في ذلك واسع؛ لأنه لم يرد في الشرع نص يدل على مشروعية دفنها، ولا على النهي عن ذلك، والأولى دفنها؛ لئلا يتأذى بها أحد. اهـ.

وانظر الفتوى رقم: 45365

وبخصوص وضع الحيوان النافق لحيوان آخر ليأكله، فلا بأس بذلك، لكن يراعى في الحيوانات مأكولة اللحم ألا يتغير لحمها بذلك، وانظر الفتويين: 45336، 173489.

وأما قراءة القرآن للميت، فإنما يقصد بها إهداء ثواب القراءة إليه، وهذا لا يتصور بالنسبة للحيوانات؛ لأنها غير مكلفة أصلًا، فأي ثواب يصل إليها؟! وبهذا يتضح أنه لا تشرع قراءة القرآن للحيوانات، والطيور الميتة؛ لأن ذلك لا معنى له، ولم يرد دليل عليه.

وأما الحزن والبكاء على موت الحيوان، فلا يؤاخذ المرء به إن لم يصل إلى حد التسخط، وإن كان الأولى بالمسلم أن يرتفع باهتماماته عن مثل هذا التعلق بالحيوانات، والمغالاة في ذلك، وانظر الفتويين: 104427، 121087.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني