الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعارض بين آية: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر. وآية: وجمع الشمس والقمر

السؤال

قال الله سبحانه وتعالى: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر. وفي آية أخرى قال: وجمع الشمس والقمر.
في الآية الأولى لا ينبغي. والثانية جمع. فكيف ذلك هل لها قصد آخر؟
وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت حين رددت ما أُشكِل عليك، وسألت عن تأويله، فاعلم أنه لا تعارض بين الآيتين؛ فالآية الأولى تخص الدنيا؛ وانظر الفتويين: 39301،122968.

وأما الآية الثانية؛ فهي تخص يوم القيامة، كما هو واضح من اسم السورة (القيامة)، ومن السياق.

قال البغوي: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} أَسْوَدَيْنِ، مُكَوَّرَيْنِ كَأَنَّهُمَا ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ. وَقِيلَ: يُجْمَعُ بَيْنَهُمَا فِي ذَهَابِ الضِّيَاءِ. وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ: يُجْمَعَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يُقْذَفَانِ فِي الْبَحْرِ فَيَكُونَانِ نَارَ اللَّهِ الْكُبْرَى. انتهى.

وقال ابن عطية: وقوله تعالى: وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ. غلب عليه التذكير على التأنيث، وقيل ذلك لأن تأنيث الشمس غير حقيقي، وقيل المراد بين الشمس والقمر، وكذلك قرأ ابن أبي عبلة. واختلف المتأولون في معنى الجمع بينهما فقال عطاء بن يسار: يجمعان فيقذفان في النار، وقيل في البحر، فتصير نار الله العظمى، وقيل يجمع الضوءان فيذهب بهما. اهـ.

وقال ابن كثير: {وجمع الشمس والقمر} قال مجاهد: كورا. وقرأ ابن زيد عند تفسير هذه الآية: {إذا الشمس كورت * وإذا النجوم انكدرت} [التكوير: 1، 2] وروي عن ابن مسعود أنه قرأ: وجمع بين الشمس والقمر. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني