الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إشارة لطيفة في قوله تعالى: حورٌ مقصورات في الخيام

السؤال

قال جل وعلا عن الحور العين: حورٌ مقصورات في الخيام، فهل في الآية دلالة على أفضلية عدم كثرة الخروج للنساء في الدنيا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكر بعض أهل العلم هذا المعنى، فقال العلامة الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في أضواء البيان: واعلم أن اللَّه أثنى عليهن بنوعين من أنواع القصر:

أحدهما: أنهن: قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ـ والطرف العين، وهو لا يجمع ولا يثنّى، لأن أصله مصدر، ولم يأتِ في القرءان إلا مفردًا، كقوله تعالى: لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ـ وقوله تعالى: يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ـ ومعنى كونهن: قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ـ هو ما قدّمنا من أنهن لا ينظرن إلى غير أزواجهن، بخلاف نساء الدنيا.

والثاني من نوعي القصر: كونهن مقصورات في خيامهن، لا يخرجن منها، كما قال تعالى لأَزواج نبيّه صلى الله عليه وسلم: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ـ وذلك في قوله تعالى: حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ـ وكون المرأة مقصورة في بيتها لا تخرج منه من صفاتها الجميلة، وذلك معروف في كلام العرب. انتهى.

وقال الشيخ عبدالله آل محمود ـ رحمه الله ـ في الأخلاق الحميدة للمرأة المسلمة الرشيدة: وقد وصف الله نساء أهل الجنة بما تتصف به الحرائر العفائف في الدنيا، فوصفهن بالبَيض المكنون، ووصفهن بالمقصورات في الخيام. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني