الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استعمال الصور المأخوذة حال الجنابة

السؤال

أنا شاب عزب، ذهبت إلى استوديو تصوير صور شخصية، وعملت صورا، علما بأنني كنت جنبا من الاستمناء ولم أغتسل، وكان ذلك في موعد الصلاة، ثم بعد ذلك استخدمت هذه الصور على شهادة المؤهل واستخدمتها في حياتي أيضا، وهي حوالي 14صورة شخصية، فهل يجب علي أن أقوم بتقطيع وتمزيق هذه الصور أم أتركها كما هي ولا ضرر من استخدامها إطلاقا حاليا أو فيما بعد؟ وماذا إذا كانت الصور تذكرني بالمعصية فأحيانا أشتهي الاستمناء وأحيانا أندم وأستغفر الله، فما رأي الدين في ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا حرمة العادة السرية في أكثر من فتوى، وانظر مثلا الفتوى رقم: 7170.

كما بينا حكم التصوير في أكثر من فتوى، وانظر مثلا الفتوى رقم: 14624، وما أحيل عليه فيها.

ولا فرق في حكم التصوير بين أن يكون الشخص جنبا أو على طهارة كاملة؛ لذلك لا يلزمك التخلص من هذه الصورة أو تمزيقها لمجرد أنها أخذت في حال الجنابة، ولك أن تستخدمها على مؤهلاتك العلمية أو أي مستندات أخرى، فإذا كانت ذات المؤمن لا تنجس فمن باب أحرى ألا تنجس صورته، وكونها تذكرك بالمعصية فلعل هذا ـ والله أعلم ـ من وساوس الشيطان، فعليك أن ترفضه ولا تعيره أي اهتمام، وتتوب إلى الله مما مضى توبة نصوحا، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فمادمت مقلعا عن تلك المعصية، عازما على عدم العودة إليها، فإن وجود الصورة لا يضرك ـ إن شاء الله تعالى ـ مادام ذلك مجرد حديث نفس، فإن الله تعالى تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل، كما جاء في الحديث المتفق عليه، فاجعل تذكرك للذنب منطلقاً لتصحيح التوبة النصوح وتجديدها بالاستغفار والأعمال الصالحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني