الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكره القلبي لتصرفات الوالدة السيئة لا إثم فيه

السؤال

أنا متزوجة من إنسان على خلق ‏والحمد لله، والآن حامل.‏
‏ مشكلتي تكمن في أمي، فهي دائما ‏تنتقد كل شيء، ولا تذكر معروفا ‏لشخص، حتى أبي رجل كبير في ‏السن، لكن يصبر على انتقاداتها.
‏ويؤسفني أن أقول إن في نفسي أشياء ‏لأبي، زرعتها فينا أمي، بسبب نقدها ‏المستمر له، مع أنه ليس بالسيئ، هو رجل ‏يصلي الفروض في المسجد، ‏ويعاملها معاملة حسنة برغم الإساءة.
‏ولها مشاكل مع أكثر من شخص ‏بسبب هذا الموضوع، حتى حماتي ‏أشهد أن معاملتها طيبة إلى حد كبير ‏معي، والحمد لله. أمي لا تعاملها ‏معاملة حسنة، بسبب مشكلة حدثت أيام ‏الخطوبة، واعتذرت لها، وكانتا ‏مخطئتين، وانتهي الموضوع. بعد ‏الزواج حماتي هي التي تكلمها، ‏وتزورها، وأمي لا تنسى هذا ‏الموقف، ولا تسأل عنها أبدا، وأمي ‏لا تقبل النصيحة بأي حال، وتبرر ‏لكي تظهر أنها غير مخطئة، ونحن ‏المخطئون حتى وإن كان الخطأ ‏ظاهرا، وتنتقدنا في أشياء تفعلها هي. ‏
سؤالي: دائما أبكي، وأخاف على ‏أمي، وكثيرا ما نصحناها، وهي ‏تعرف كل هذا الكلام، وهي تقوم الليل، ‏وحافظة للقرآن، لكني ‏أخاف من حديث أن الصحابة كانوا ‏يشتكون من امرأة تقوم، وتصوم ‏لكنها تؤذي جيرانها بلسانها. فقال: ‏هي في النار.‏
‏ وأرجو أن تكون سيرتها طيبة بعد ‏مماتها. فكيف أتصرف معها أو ‏أنصحها بغير الدعاء؟
وسؤالي الآخر عن نفسي: هل علي ‏إثم لما في قلبي لها، وأخاف من: كما ‏تدين تدان، وأن من عير أخاه بذنب، لم ‏يمت حتى يفعله. ‏
أفيدوني بارك الله فيكم، ودعواتكم ‏بصلاح الأحوال.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لأمك الهداية إلى الحق، والرجوع إليه، وتجنب الظلم، وقد بينا بالفتوى رقم: 109479 أن كره الولد بعض الأفعال التي تفعلها الوالدة -لا سيما المحرمة- ليس من العقوق.

فما تجدينه في صدرك إنما هو الخوف عليها -وهذا محمود- وليس هذا من التعيير بحال؛ وانظري الفتوى رقم: 250477.

وراجعي في الاحتساب عليها الفتويين: 31506، 224710.

وننصحك بمراجعة قسم الاستشارات من موقعنا لإفادتكم عن أمثل طرق التعامل معها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني