السؤال
إذا كان تخصصي العلم الشرعي، فكيف تكون نسبة القراءة لباقي الفنون كالتاريخ والأدب وغيرها من كتب الثقافة؟
إذا كان تخصصي العلم الشرعي، فكيف تكون نسبة القراءة لباقي الفنون كالتاريخ والأدب وغيرها من كتب الثقافة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التاريخ والأدب من الفنون المهمة لطالب العلم الشرعي ، لكن ليست هناك نسبة محددة للقراءة في فنون العلم عموما ، بل ذلك يرجع إلى اختلاف رغبات الطلاب وإمكاناتهم، ولا شك أن العناية الغالبة لطالب العلم ينبغي أن تكون في العلوم الشرعية الرئيسة كالعقيدة والفقه والتفسير والحديث.
قال الشيخ عبد الكريم الخضير : هناك علوم يستهين بها كثير من طلاب العلم، وكثير منها لا شك أنه ليس من متين العلم، بل هي من ملحه، ككتب التاريخ مثلاً، كتب التاريخ، إذا قرأ الطالب في كتب التاريخ لا شك أنها فيها شيء من المتعة والاستجمام؛ لأنك إذا انتقلت من أصول الفقه إلى النحو، ورجعت إلى التفاسير، عدت إلى كتب شروح الحديث، لا شك أن الذهن يحتاج إلى شيء من الاستجمام فيحصل الاستجمام بكتب التواريخ، وكتب الأدب. كتب التواريخ إضافة إلى الاستجمام فيها العظة والاعتبار؛ لأن السنن الإلهية واحدة لا تتغير؛ فالأسباب التي أهلك بسببها الأمم يهلك فيها غيرهم، السنن لا تتغير ولا تتبدل، ولم يستثن من ذلك إلا قوم يونس، وأما من عداهم إذا توافرت الأسباب حقت الكلمة. لا بد من القراءة في هذه الكتب لما ذكرنا، يقرأ في كتب الأدب، وفيها أيضاً من المتعة ما فيها، وهي أكثر إن لم نقل مثل كتب التاريخ من المتعة ما فيها، وفيها أيضاً: ثروة لغوية يستطيع العالم أو طالب العلم أن يبين عما في نفسه بواسطتها، فالعلماء يقرؤون هذه الكتب، وإن كان في كثير منها شيء مما لا يقبله الذوق، ذوق الرجل العادي فضلاً عن عالم ومتعلم، شيء يستحيى من ذكره، لكن لا بد من قراءتها، ووجدنا من أهل العلم من يقرأ، ووقع في أيدينا من كتب الأدب المطولة ما عليه اسم بعض كبار أهل العلم والورع، وعليها تعليقات لهم، فدل على أنهم يقرؤون في هذه الكتب، لكن ليس معنى هذا أن يكون على حساب علوم الكتاب والسنة، لا، هذه يستفاد منها متعة واستجمام .اهـ.
وراجع للفائدة الفتوى رقم : 20598 ، والفتوى رقم : 51877 .
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني