الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من قال: يا رب إن فعلت ‏العادة السرية فعذبني عذابا ‏لا تعذبه أحدا من العالمين

السؤال

كنت في كرب قبل أكثر من سنة، ‏وعاهدت الله، وقلت: يا رب إن فعلت ‏العادة السرية مرة ثانية، فعذبني عذابا ‏لا تعذبه أحدا من العالمين. فكشف الله ‏همي، وغمي، فله الحمد والمنة. ومنذ ‏ذلك الوقت لم أفعلها والحمد لله، أنا ‏حالياً لا أستطيع الزواج. فهل لي أن ‏أستمني، وأكفر عن يميني؟ أخاف أن ‏يسخط الله علي، ولا يرضى عني بعد ‏أن أنقض العهد، أتعبني التفكير، وأريد ‏حلا.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالعادة السرية محرمة، وقد ذكرنا حكمها، وكيفية اتقائها بالفتوى رقم: 7170.

ومعاهدتك الله تعالى تزيد الأمر تأكيداً، ويترتب على الإخلال بها كفارة يمين، كما بينا بالفتوى رقم: 69381، ومحل هذا إذا استعملت لفظ العهد.

وأما إن كنت تقصد بالعهد قولك: فعذبني...؛ فليس هو العهد المقصود، وما كان لك أن تدعو بهذا الدعاء؛ فالدعاء على النفس منهي عنه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم. رواه مسلم.

وهذا النهي يتناول الدعاء الناجز، والمعلق -كدعائك-، كما ذكرنا بالفتوى رقم: 59839.

فعليك أن تتوب إلى الله من ذلك.

ويبقى أن الاستمناء محرم، والواجب عليك أن تأخذ بأسباب تقليل الشهوة حتى يتيسر لك الزواج؛ وراجع للفائدة الفتوى رقم: 130812.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني