السؤال
أريد حلًّا لمعاناتي: الوحدة، والفراغ الممل ـ وعمري 22 عامًا، فاليوم مثل الأمس، والأمس مثل الغد، أذهب إلى العمل وآتي، ولا أقوم بأي نشاط من الثالثة إلى الخامسة، بل قراءة الجرائد، والتلفزيون، والنت، والتمرين، والترفيه هو الوحيد الذي أنتظره بفارغ الصبر، وتركت أصحابي وتركوني، كما أسمع من الناس كلامًا يستفزني، وأريد أن أتغير، لكنني لا أستطيع، وليست لدي الرغبة، ودائمًا ما أحمد ربي على حياتي، فهل تنصحوني بلعب كرة القدم كلاعب هاو؟ وشكرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ. رواه البخاري، وغيره.
فالفراغ نعمة عظيمة لمن أحسن اغتنامه، وقد أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بهذا، كما في الحديث الصحيح: وفراغك قبل شغلك. أخرجه الحاكم في المستدرك.
وينبغي أن يتحرى العبد استثمار وقته فيما هو مجد له، ونافع، وننصحك بعمل برنامج مفيد تملأ به فراغك، وقد ذكرنا أمثلة لذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 102400، 11465، 156691، وما أحيل عليه فيها.
واعلم أن ملء أوقات الفراغ من وسائل دفع السآمة، وعلاج الملل، وانظر للفائدة الفتويين رقم: 217780، ورقم: 62038.
وننصحك بمصاحبة الأخيار والصالحين، وإذا دار الأمر بين الوحدة وبين رفاق السوء فالوحدة خير منهم، وانظر الفتويين رقم: 216487، ورقم: 125387.
كما نوصيك بأن لا تعبأ بالجاهلين، وانظر الفتويين رقم: 30075، ورقم: 96418.
ولا بأس بأن يرفه الإنسان عن نفسه من حين لآخر بالمباحات، بل قد يؤجر على ذلك إذا حسنت نيته، وكما قيل: روحوا القلوب تعي الذكر.
وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 221374، 6496، 132744، وإحالاتها.
والله أعلم.