السؤال
هل صحيح أن الله يلطف بالقدر عند قول يالطيف الطف بنا؟
هل يجوز التبرؤ من الوالد الذي له أفعال منكرة جدا جدا؟ ولا يحب الرسول ويقول إن من يتبع السنة في جهنم، وكل من يطول لحيته كذلك، ويدعو على أولاده بجهنم، ويغضب عليهم لأتفه الأسباب، ويقول إنكم أولاد عاقون، ولن يتقبل منكم شيئا، فيقول أولاده: لست أنت من تقرر أن يتقبل الله منا أم لا، فيقول كلامي كالقرآن يجب أن تسمعوه، فينتاب ولد منهم غيرة شديدة فيقول بصوت عال محال أن يكون كلامك كالقرآن في شيء !!!
مع أنهم ملتزمون ولله الحمد ولكن هل يتقبل الله أعمالهم وهم كذلك؟
وهذا الوالد الحمد لله مؤمن بالله واليوم الآخر ويصلي ويصوم، لكن يجعل الله أهون الناظرين عليه في كل شيء، ولايتقي الله في بناته أبدا، وينظر إلى البنات نظرات مريبة، وكأنه ليس والدهم، لذلك لا يجلسن معه أبدا، إلا عند الطعام، وللأسف الشديد يتتبع عوراتهن في الحمامات. أرجوكم أدعو له بالهداية والصلاح، فإن الأعمال بالخواتيم.
ما الحكم في كل ما ذكرت. وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من الدعاء بمثل هذا الدعاء؛ فاللطيف من أسماء الله، وأما أن الله يلطف بالعبد إذا قالها، فلا نعلم شيئاً وارداً في ذلك، ولكن قد يكون سبباً في لطف الله وتخفيف القدر، فإن الله قد يجيب هذا الدعاء، وقد لا يجيبه، كما بينا بالفتوى رقم: 123642.
وهذا من ضمن معاني اسمه اللطيف؛ قال ابن القيم في النونية:
وهو اللطيف بعبده ولعبده ... واللطف في أوصافه نوعان
إدراك أسرار الأمور بخبرة ... واللطف عند مواقع الإحسان فيريك عزته ويبدي لطفه ... والعبد في الغفلات عن ذا الشان
وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 239548.
ونسأل الله أن يهدي والدكم، وأن يغفر له، وواضح من السؤال أن فيه خيراً كثيراً، فهو يصلي ويصوم، والواجب دعوته بالحسنى والموعظة الحسنة، والدعاء له، وانظري الفتوى رقم: 56520.
ولا يجوز رفع الصوت عليه، ولو ارتكب منكراً، كما ذكرنا بالفتويين: 50556، 109767.
وعليه فيلزم أخوتك التوبة إلى الله من هذا المحظور.
وننبهك إلى وجوب بره والإحسان إليه مع الاحتراز منه، وأخذ الحذر عند الريبة -إن صح أنه يتتبع عورات بناته -
فقد قال الله تعالى في طاعة الوالدين المشركين: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:15}، فكيف إذا لم يكونا مشركين ، وراجعي الفتوى رقم: 115880.
وأما قبول الأعمال فأمره إلى الله-عز وجل- ، ولا ندري هل قبل من أخوتك أم لا؟، ولكن العقوق قد يمنع قبول العمل، لكن إن تاب العاق رُجِي قبول توبته، وانظر الفتوى رقم: 48496.
وفي الحديث: رضى الرب من رضى الوالد، وسخط الرب من سخط الوالد. رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني.
وأما التبرؤ منه؛ فإنما يشرع التبرؤ من عمله غير الصالح، ويبقى البر كما بينا بالفتوى رقم: 257896.
ونوصيك بمراجعة قسم الاستشارات من موقعنا.
والله أعلم.