الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المنحة الدراسية من البنك الربوي

السؤال

أعمل في البنك العربي الآن تم إيفادي للدراسة في معهد تابع للبنك المركزي وقد حصلت على المركز الأول فيه فتم إيفادي في منحة دراسية للحصول على درجة البكالوريوس على حساب البنك بشرط أن ألتزم معهم 6 سنوات منذ الآن راتبي خمسمائة وخمسون دينارا أردنيا متزوج ولي طفلان جاءني عرض في هذا الوقت كعامل في محل براتب مئتان وخمسون دينارا وهذا لا يكفيني أنا وعائلتي ومن أعيلهم علماً أنه بعد 6 سنوات إذا استقلت أستحق تعويض خمسة وعشرون ألفاً ولكن إذا استقلت الآن لا أستحق أي تعويض عن 9 سنوات خدمة وسوف أخسر المنحة الدراسية التي تعبت كثيراً من أجلها فماذا أفعل؟ وهل انتظر 6 سنوات وأحصل على التعويض لكي أبدأ من جديد بهذه الـ 25 ألفاً؟وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فعملك في البنك الربوي حرام لأن العمل فيه تعاون على الإثم، والله نهى المؤمنين عن ذلك بقوله تعالى: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم في الإثم سواء.
ولا يخلو عملك في البنك من أكل الربا أو إيكاله أو كتابته أو الشهادة عليه، وكل هذا حرام ملعون صاحبه. فالواجب عليك ترك هذه العمل فوراً.
ومن فضل الله عليك أن يسر لك عملاً آخر مباحا فلا تتردد في ترك عملك المحرم، ولو كان راتبك في العمل المباح قليلاً فإن الله تعالى يبارك الحلال ويمحق الحرام، كما قال تعالى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ [البقرة:276].
ومرتبك الذي تأخذه من البنك وما تعلق به من تعويض مال خبيث محرم، والمنحة الدراسية بشرط العمل في البنك محرمة أيضاً، فالواجب عليك ترك ذلك كله، والبحث عن عمل حلال وكسب طيب، وراجع الفتوى رقم: 1009.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني