السؤال
أنـا في الحقيقة لدي شيء كبير، يؤثر في حياتي، لا يمكن أن أسميه مشكلاً؛ نظراً لمكانته، فأنا شاب في 18 من عمري، منذ أن توفي أبي-رحمة الله عليه-قطعت وعداً على نفسي ألا يمر علي يوم إلا وأدعو له، وأستغفر له. وبالفعل لم أضيع يوماً واحداً، لكن الأمور زادت عن الحد، حيث أصبح لدي توقيت محدد، أدخل فيه غرفتي، وأنعزل عن باقي أفراد العائلة، وأستغرق في الدعاء قرابة الساعتين، أو أكثر بدون انقطاع، لدرجة أن أمي أصبحت تطلب مني أن أتوقف عن هذا الأمر اليومي. وعندما أصبحنا نسافر، أصبحت أشترط الحصول على غرفة خاصة بي لكي أدعو لأبي، وإلا لن أسافر، وأمي قالت إنها ستحاول بشتى الطرق الحد من هذه الحالة التي أصبحت فيها، وأيضا أيام الدراسة أسهر إلى وقت متأخر جداً لكي أدعو، وأقدم الدعاء على الدراسة، حتى في امتحانات الباكالوريا الأخيرة لم أنم سوى ثلاث ساعات. وأنـا اليوم في حيرة من أمري بين أن أطيع أمي، أو الدعاء لأبي الذي أقوم به بشكل يومي. وعندما كنت أحاول الإعراض عن الدعاء، كنت أحس وكأن أبي-والعياذ بالله-يعذب، وينتظر مني أن أدعو له، حيث قرأت عدة أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، تتعلق بدعاء الأبناء للوالدين. وأتمنى منكم صادقاً أن ترشدوني إلى الطريق الصحيح، الذي أكسب به رضا أمي، وأبي معاً، إضافة إلى رضا الله سبحانه وتعالى؛ لأني أخاف أن يؤثر هذا الأمر على علاقتي بوالدتي، أو دراستي حيث كنت أتغيب أكثر من مرة عن حصص الدعم، التي كانت تكون ليلاً من أجل أن أدعو لأبي رحمه الله. أعتذر عن الإطالة. وأرجو المساعدة. ولكم جزيل الشكر.