الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحنث من عاهد ربه على ترك المعاصي واستدعى التخيلات الجنسية

السؤال

آسفة على طول الكلام، فلم أجد اختصارا أكثر من ذلك.
أنا فتاة عاهدت ربي على ترك معصية كنت أرتكبها، لكن لم أكن أعلم بعظمة نقض العهد. ذات مرة كنت قد عدت للمعصية، ثم ذكرت أني قد عاهدت ربي، فبحثت، وإذا بنقض العهد أمر عظيم. فحاولت جاهدة تذكر عهودي مع ربي، وصمت 3 أيام من كل عهد نقضته مع ربي. لكن الآن أصبح يراودني الشك، وأشعر بضيق في صدري؛ لأنه كان من تلك العهود ترك العادة السرية، وقد تركتها ولله الحمد. لكن لم أكن أعلم أن التخيلات من العادة السرية، ثم قبل أيام بحثت، وعرفت أنها من العادة السرية، ثم عدت بعدها للتخيلات، وأنا نادمة الآن.
هل علي تذكر الأيام وصومها أم لا، علما أني عندما عاهدت ربي على ترك العادة السرية، لم أكن أقصد التخيلات؛ لأني لم أظن أنها من العادة السرية.
والآن سؤال في ذهني يقول: هل عندما عاهدت ربي على ترك العادة السرية، دخلت معها التخيلات، وكل ما هو داخل في اسم العادة السرية أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما تعمد استدعاء التخيلات الجنسية، فنخشى أن يكون داخلا في الاستمناء المحرم، ولتنظر الفتوى رقم: 111167. وعلى المسلم أن يجتهد في حراسة خواطره، وألا يفكر إلا فيما ينفعه في دنياه، أو آخرته، ولتنظر الفتوى رقم: 150491 وإذا لم تكوني عالمة بتحريم استدعاء تلك التخيلات، وأنها داخلة في الاستمناء المحرم، فنرجو ألا تحنثي في عهدك، وألا تلزمك باستدعائها كفارة؛ لأن الحنث لا يقع مع الجهل على الراجح؛ لقوله تعالى: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة:286}. قال الله في جوابها: قد فعلت. وقال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.

فتوبي إلى الله، واحرصي على طاعته، واتركي تعمد استدعاء تلك التخيلات وغيرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني