الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينصح الوالد العاصي ويصاحب بالمعروف

السؤال

أريد أن أسأل عن أب لا ينفق على عياله وله من الأموال الكثير، ولا يكلم زوجته وهجرها منذ 15 سنة، ويشرب الخمر ويزني، ولا يصلي ولا يصوم، ويفرق بين أبنائه، وله ثلاث زوجات أخر.
فهل يجب على عياله أن يصلوه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة قاطع رحم. وأيضا في أن يصلوا الجدة أم الأب لأنها كانت تحض ابنها على عدم النفقة.
فماذا أفعل في هذه الحالة؟ أفيدوني جزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد اختلف أهل العلم في تارك الصلاة تكاسلاً، فمنهم من كفره، ومنهم من فسقه فقط، ولعل الراجح هو أنه كافر خارج من الملة.

وعلى ذلك؛ فيجب على من له صلة به أن يدعوه إلى التوبة إلى الله تعالى، ويبين له خطر الحالة التي هو عليها، وما ينتظره من عذاب لو مات على هذه الحالة التي هو عليها، لعل الله تعالى يشرح صدره للحق فيرجع إلى رشده.
أما أبناء هذا الرجل، فعليهم أن يصاحبوه بالمعروف، وأن يصلوه ولو قاطعهم، امتثالاً لأمر الله تعالى حيث قال: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [ لقمان :14-15].
ولعل صلتهم له مع دعوتهم له إلى الله تعالى تؤثر فيه، فيؤوب إلى رشده .
والله أعلم .

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني