السؤال
وجدت طائر البوم يوما تحت منزلنا، وكانت حالته الصحية سيئة، ولم يكن يستطيع الطيران ولا المشي، وأخذته واعتنيت به ولكنه لم يكن يستطيع الأكل في أول أربعة أيام واكتفى بشرب الماء، و بعد ذلك كنت أطعمه بأن أفتح فمه عنوة وأدخل له الطعام كي لا يموت، وكان يأكل وتحسنت صحته والحمد لله، وعاش مدة تزيد عن أحد عشر يوما بقليل استطاع أن يطير ويمشي، انشغلت عنه مدة يومين وفي اليوم الثالث كنت أنوي أن أطعمه وأن أطلق سراحه، لكني استيقظت فوجدته ميتا، و نحن في شهر ذي الحجة وهو أحد الأشهر الحرم، أنا أشعر بالذنب وأخشى أن أدخل النار كالمرأة التي دخلت النار في الهرة لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، لم يكن في نيتي أن أقتله، ولكني انشغلت فما كفارتي؟ وما العمل كي يغفر الله لي ذلك؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت عندما أطعمت ذلك الطائر العاجز وسقيته ورفقت به، ففي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرا؟ فقال: نعم، في كل ذات كبد رطبة أجر.
وحبس الحيوان وعدم إطعامه لا يجوز، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض. متفق عليه، قال العلماء: ويجب على من حبس حيواناً من الحيوانات أن يحسن إليه ويطعمه ما يحتاجه، ويتأكد ذلك في الأشهر الحرم التي هي أبلغ في الإثم من غيرها.
ولكننا نرجو أن لا يلحقك إثم فيما جرى طالما أنك لم تتعمد قتله؛ لأن الله تعالى يقول: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}
وليس هناك كفارة، وأنت لم تذنب -أصلا- حتى يقال بالكفارة، ولكنك لو تصدقت أو فعلت شيئا من أعمال البر والخير فإن ذلك مما يرجى لك فيه الثواب من الله تعالى.
والله أعلم.