الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل مع صاحب الأموال المشبوهة

السؤال

لي صديق يعمل في شركة خاصة، وتساوره شكوك أن مال صاحب هذه الشركة مصدره حرام، حيث كان معرضا للسجن منذ سنوات، حيث الآن يعيش في إحدى الدول الأروبية في مستوى معيشة يضاهي مستوى الأمراء العرب والمليونيرات، وهو يشعر بذلك فماذا يفعل، مع أن أموال هذا الشخص من الصعب تحقيقها واقعيا ... أفتونا أثابكم الله وجزاكم الله خيراً...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن كانت الشركة التي يعمل فيها صديقك فيها ما يخالف الشرع كبيع الخمور، والتعامل بالربا، وما شابه ذلك من أمور محرمة فلا يجوز لصديقك العمل في هذه الشركة قطعاً لأن في ذلك عوناً ومساعدة على المعصية، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
ولأن المعين على المعصية كالفاعل.
أما إن كانت الشركة المذكورة ليس فيها ما يخالف الشريعة، فلا حرج في الاستمرار في العمل فيها.
لكن يبقى كون صاحب الشركة له أموال أخرى غيره متقيدة بالشرع أو مشكوك في طريق الحصول عليها فهنا الأحوط ترك العمل معه تحرياً للكسب الحلال، وليبحث صديقك عن عمل آخر لا شبهة فيه، ولا شك أنه إن صدق النية مع الله تعالى فسييسر له ذلك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني