السؤال
منذ صغري كنت مجتهدا جدا في دراستي، وكنت أحصل على المركز الأول دائما، وعندما التحقت بالصف الأول الثانوي انقلب حالي رأسا على عقب، ولم أعد أذاكر كما ينبغي، وأصبحت كسولا، وفي الثانوية العامة حصلت علي مجموع ضعيف لم يؤهلني لدخول كلية الهندسة التي كنت أتمناها، ومع ذلك وثق أهلي بي وقالوا لي إنني سوف أنجح بها، وأدخلوني إحدى الجامعات الخاصة المحترمة التي لا يوجد بها الهرج واللهو الموجود في الجامعات الأخرى، وفي أول العام كنت مجتهدا ولكن ليس مثل اجتهادي في طفولتي، والآن مقبل على الامتحانات وأنا لا أذاكر مطلقا مع أني أحب مجال دراستي!
فهل حالي هذا هو غضب من الله؟ وأريد من سيادتكم طريقة تحفزني وتشجعني على المذاكرة؛ لأني دائما أشعر أني لا أرغب في المذاكرة بالرغم من حبي للمواد التي أدرسها، وأريد أدعية لصلاح حالي.
وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يلزم أن يكون ما بك غضب من الله تعالى، وعلى كل حال؛ فعليك أن تجتهد في طاعة الله تعالى مؤديًا للفرائض، مكثرًا ما استطعت من النوافل.
وأما مذاكرتك: فينبغي أن تطرح عنك الكسل؛ فإنه لا يليق بالمسلم الصادق في انتمائه لهذا الدين الذي يحث على معالي الأمور، فاجتهد في دراستك مستعينًا على ذلك بالله تعالى، مكثرًا من دعائه واللجأ إليه أن يوفقك ويسددك ويعينك.
ومما يعينك على بذل الوسع في المذاكرة: أن تستحضر ما فيها من بر لوالديك، وإحسان إلى أهلك الذين وثقوا بك، فلا تضيع جهدهم ونفقتهم، ومما يعينك على الاجتهاد فيها: أن تنوي أن تكون مهندسًا نافعًا لأمتك وإخوانك من المسلمين، محتسبًا في عملك، مبتغيًا به وجه الله تعالى، واجتهد في الدعاء بصلاح الحال، وتعوذ من العجز والكسل؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ منهما، وليس هناك دعاء معين يختص بما ذكرت، بَيْدَ أن الإكثار من الدعاء ولزوم أدعية النبي -صلى الله عليه وسلم- الجامعة لخيري الدين والدنيا أمر حسن نافع -بإذن الله-، واحرص على تنظيم وقتك والصرامة في استغلاله، وعدم إضاعته بحيث تلزم نفسك بوظائف معينة لا تقصر فيها، ثم لا تخل بهذا النظام إلا لضرورة؛ فإن تنظيم الوقت من أعون شيء على إنجاز المهام، وإنجاح المقاصد -بإذن الله-.
وفقك الله لما فيه صلاح دينك ودنياك.
والله أعلم.