الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى جواز التخويف بالشياطين لغاية محمودة

السؤال

عندي أرض أقوم بزرعها، هذه أرض تشرب من مياه قريبة منها (ترعة) يقوم الناس برمي القمامة بها ورمي المياه الوسخة فيها، عندي حل رادع لهذه المشكلة ولكن لا أعرف إن كان حلالا أم حراما؟ الحل هو أن أطلق الإشاعات أو أكتب ورق على جدران منازل الفلاحين بأن هذه المياه يسكنها الجن، والحرس التابعون لملك الجن سيضربون من يرمي القاذورات، على فكرة أنا جربت هذا الحل في بعض المشاكل مع زوجتي ونفع؛ لأنها تؤمن بالجن والعفاريت أنهم يستطيعون أن يؤذوا البشر فأصبحت زوجتي تتقي الله في كل شيء خوفا من غضب العفاريت، هل هذا حلال أم حرام؟ الفلاحون يؤمنون بالسحر والعمالات فأكيد سيصدقون، هل هذا حلال أم حرام؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فان الكذب في هذا لا يجوز لأمرين:

1 ـ أن الكذب حرام وأنه ليس من صفات المسلم، ولا يجوز ارتكابه إلا في حالة الضرورة، أو المصلحة المعتبرة التي لا يمكن الوصول إليها بأي وسيلة أخرى، ولا يترتب عليها ضرر بالغير.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله عز وجل صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله عز وجل كذابا. رواه البخاري وغيره.

وروى الإمام مالك في الموطأ: أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جباناً؟ فقال: نعم، فقيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ فقال: نعم، فقيل له: أيكون المؤمن كذاباً؟ فقال: لا. وانظر الفتوى رقم: 38280.
2 ـ أنك تنمي في الناس الخوف من الشياطين وهو مما يؤدي لخوف السر والاعتقاد في الجن والاستعاذة بهم ونحو ذلك من المحرمات التي يعتبر بعضها شركا، قال الله تعالى: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا {الجن:6}، أي خوفاً ورعباً، وقال تعالى: إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {آل عمران:175}

وعليك أن تصلح ما أفسدت مع زوجتك، حتى يكون عملها خوفا من الله لا خوفا من غضب الشياطين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني