السؤال
اغتسلت، وكان شعري مبتلا، وملابسي رطبة، لأنني غسلتها ولبستها على الفور، وذهبت لأنام وغطيت جسمي ببطانية، ثم تذكرت أنها نجسة بالبول، وبعد ذلك نمت، وعندما استيقظت اغتسلت وبدلت ملابسي ولم أستخدمها مرة أخرى، وفي اليوم الثاني نمت على نفس الفراش الذي على السرير، وأخاف أن يكون قد تنجس من البطانية في المرة الأولى، لكنني قمت وصليت الفجر بنفس الملابس، فهل ما فعلته صحيح؟ أم كان يجب علي أن أغتسل وأبدل ملابسي، لاحتمال أن النجاسة قد انتقلت من البطانية إلى الفراش؟ كما أنني دائما أجد على وسادتي دما من اللثة، وقد تعبت من هذا الأمر، وقد نمت عليها، وبها أثر دم خفيف في لونه، ولا أستطيع أن أحدد أكان قليلا أم لا؟ وعندما استيقظت بدلت بلوزتي فقط ولم أغتسل، فهل ما فعلته صحيح؟ أم كان يجب علي الاغتسال لاحتمال أنه أصاب شعري؟ كما أنني مصابة بالوسواس وأحاول تجاهله، لكنني متأكدة مما حدث.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلاج ما تعانين منه من الوساوس هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم: 51601.
فلا تبالي بشيء من تلك الوساوس، بل تجاهليها ولا تسترسلي معها، واعلمي أن النجاسة لا يحكم بانتقالها بمجرد الشك، فإذا شككت في انتقال النجاسة من موضع لآخر، فاعملي بالأصل، وهو عدم انتقالها، وانظري الفتوى رقم: 128341.
ويسير النجاسة كهذا الأثر اليسير من الدم معفو عنه، كما أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 134899.
وإذا أصابت شيئا من جسمك نجاسة، فلا يجب عليك الاغتسال، وإنما يجب عليك غسل الموضع المتنجس فقط، وإذا أصاب ثوبك نجاسة لم يجب عليك تبديله، وإنما يكفيك أن تغسلي الموضع الذي أصابته النجاسة من الثوب، وكل هذا إذا تيقنت يقينا جازما تستطيعين أن تحلفي عليه أن النجاسة قد أصابت بدنك أو ثوبك، وأما مع الشك: فالأصل الطهارة ـ كما ذكرنا ـ وبه تعلمين أنه لا يلزمك في الصورتين المذكورتين في السؤال شيء، وأن صلاتك والحال ما ذكر صحيحة.
والله أعلم.