الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

للملائكة عقل لا يعرف صفته إلا الله وحده .

السؤال

هل للملائكة عقل وإن كان لها فهل هو مثل عقل بني البشر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالملائكة عباد من عباد الله يتصفون بكل صفات العبودية فهم منفذون لأمر الله قائمون بما كلفهم الله بالقيام به، خائفون وجلون، قال الله تعالى: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ [الأنبياء:26-27].
وقال تعالى: وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [الشورى:5].
ومن كان متصفاً بهذه الصفات فإنا نقطع بأن له عقلاً، ولكننا لا نعرف صفة هذا العقل ولا شكله لأننا لم نحط بذلك علماً ولم يأتنا خبر صادق من الوحي ينبئنا عنه.
وننبه إلى أن من أسباب ضلال الناس تخرصاتهم عن عالم الغيب ومحاولة إخضاع هذا العالم لمقاييسهم المادية البشرية، وقولهم فيه بلا علم، وقد بالغ القرآن في الإنكار على مشركي العرب لكذبهم وقولهم على الله وملائكته بغير علم، فقال: فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ* أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ [الصافات:149-150].
فيجب على المسلم أن يقف في هذا الباب حيث وقف به الوحي ولا يتجاوزه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني