الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حق على الله عون طالب النكاح بغية العفاف

السؤال

أسأل الله أن يجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم: بعد حصولي على شهادة البكالوريس ـ آداب وعلوم إنسانية ـ قررت التخصص في شعبة وكالات الأسفار، وكان هدفي ونيتي الدعوة بالإضافة إلى أن أصحاب هذا الديبلوم يشتغلون كمرشدين في البعثات الخاصة بالعمرة والحج، كما قررت التخصص ببكالوريا حرة في الشريعة الإسلامية لدعوة غير المسلمين.... كما توجد عندي قناة دينية في يوتيوب فيه تلاوات قرآنية ومحاضرات لشيوخ معروفين معتمدين.... فما هي الطرق التي ينبغي اتباعها لأتحدث عن أمور مثل الخطبة من الأدعية أو الأشياء التي تقرب إلى الله ليستجيب لي الصلاة؟ وهل يمكن أن يكون الجزاء من جنس العمل بمعنى ابتعادي عن هذه الأمور سبب للزواج بفتاة يرضاها قلبي؟ وأسالكم الدعاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فزادك الله حرصا على الخير ورغبة فيه، وعليك أن تؤمن بقضاء الله وقدره وأنه تعالى كتب مقادير كل شيء قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، واجتهد في دعائه سبحانه أن يرزقك زوجة صالحة، وليس هناك دعاء معين تستعين به، ولكن ادع الله بما أحببت وسله تيسير أمرك، فإن الأمور كلها بيديه سبحانه وفي قبضته، واجتهد في جميع أنواع العبادات، فإن بفعل العبادات وترك المعاصي تتيسر الأمور وتزول الهموم وتحل المشكلات ـ بإذن الله ـ كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2ـ 3}. وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.

وأكثر من الصيام خاصة، فإنه من أعون الأشياء على كبح جماح الشهوة، واجتهد في الخير ما أمكنك واسلك طرقه مستعينا بالله تعالى، فإن ذلك سبب ـ بإذن الله ـ في تيسير زواجك بصالحة تقر بها عينك، وما دمت تتعفف عن الحرام، فإن الله سيعفك بفضله ومنته، لأن الجزاء -كما ذكرت- من جنس العمل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن يستعفف يعفه الله. متفق عليه.

وما دمت طالبا للنكاح ملتمسا للاستعفاف، فإن الله تعالى سيعينك، فأحسن ظنك به وثق بحسن تدبيره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم.. وذكر منهم: الناكح الذي يريد العفاف. رواه أحمد والنسائي والترمذي وحسنه.

نسأل الله أن ييسر لك الخير حيث كان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني