الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترضي عن الصحابة والصلاة على رسول الله بين ركعات التراويح

السؤال

جزاكم الله خيرًا على مجهودكم. أود سؤالكم السؤال التالي: في المسجد الذي أذهب إليه لديهم عادة في صلاة التراويح، فهم يقومون بفاصل بين كل أربع ركعات يقرؤون فيه سورة الإخلاص ثلاث مرات جهرًا، ويشاركهم في هذا نسبة من المصلين، وبعد قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات يذكر أحد أسماء الصحابة -رضي الله عنه- ثم يترضى عنه جهرًا، إضافة إلى فاصل آخر بين كل ركعتين، وقبل أول ركعتين من التراويح، أي نفس الفاصل، فيذكر فيه أحد أسماء الصحابة ثم يترضى عنه جهرًا، علمًا أنه في الركعات الثمانية الأولى يخصصه -أي الفاصل بين كل ركعتين- بأسماء الخلفاء الأربعة الراشدين -رضي الله عنهم- بالترتيب، أي في البداية (أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم أجمعين-، أما قبل آخر ركعتين من التراويح فيذكر أحد أسماء الصحابة، ثم رضي الله عنه، ثم يقول: "محمد خاتم النبيين، صلوا عليه، اللهم صل، وسلم، وبارك عليه" وكل ما سبق يقوله جهرًا، وعلى المذياع.
سؤالي هو: ما حكم ما يفعله؟ هل هو سنة أم بدعة مع الشرح والأدلة؟ وفي حال كان بدعة فهل أستمر في الذهاب لهذا الجامع؟ أم أبحث عن جامع آخر؟ وجزاكم الله خيرًا، وأرجو الإجابة عن سؤالي، وعدم إحالتي إلى فتوى أخرى.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما يحصل في المسجد المذكور من تسمية بعض الصحابة, والأدعية أثناء صلاة التراويح لا دليل على مشروعيته, بل هو من البدع الإضافية, جاء في المدخل لابن الحاج المالكي: وينبغي له أن يتجنب ما أحدثوه من الذكر بعد كل تسليمتين من صلاة التراويح، ومن رفع أصواتهم بذلك، والمشي على صوت واحد، فإن ذلك كله من البدع، وكذلك ينهى عن قول المؤذن بعد ذكرهم بعد التسليمتين من صلاة التراويح: الصلاة يرحمكم الله، فإنه محدث أيضًا، والحدث في الدين ممنوع، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم الخلفاء بعده، ثم الصحابة ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ ولم يذكر عن أحد من السلف فعل ذلك، فيسعنا ما وسعهم. انتهى.

وراجع المزيد عن هذا الموضوع في الفتوى رقم: 218491.

وننصحك بالبحث عن مسجد آخر خال من البدع إن وجد, وإن لم تجد إلا المسجد المذكور، فلا مانع من الصلاة فيه, ولا حرج عليك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني