السؤال
أتمنى أن تجيبوني على كل أسئلتي:
لدي زميلة نصرانية قالت لإحدى زميلاتها المسلمات: "اقرئي على ابنتك المعوذات ربما تكون محسودة" لأن ابنة المسلمة كانت مريضة، فهل قولها: "اقرئي عليها المعوذات" دليل على إيمانها بكتاب الله القرآن الكريم وأنه شفاء بالرغم من أنها نصرانية؟ وهل هذه بشارة بأنها قد تدخل الدين الإسلامي يومًا إن هداها الله؟
وأنا سأدعو لها بالهداية (إذا دعوت لها بالهداية واستجاب الله الدعاء وأسلمت، هل لي أجر كما في الحديث: لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم؟) ولكن أخشى أن أكون ممن يتخذون النصارى أولياء، وهذا ما نهانا عنه الله. أنا في حيرة من أمري! وأهديتها هدية ذات يوم بدون مناسبة، فهل أكون ممن يتخذونهم أولياء؟ وماذا أفعل إن كان كذلك؟ وهل أبقى معها وأدعو لها بالهداية أم أتركها، لأني أشعر بمودة أحيانًا تجاهها؟ ماذا افعل؟ ساعدوني -جزاكم الله خيرًا- أنا في حيرة من أمري، أخاف أن أكون عاصية.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يهدي زميلتك إلى الإسلام.
وكونها نصحت إحدى زميلاتها برقية ابنتها لا يعني كونها تؤمن بالقرآن، فلعلها رأت أثر الرقية ونفعها، وقد تنصحها بما هو علاج في دينها، وأما دعاؤك لها بالهداية فمشروع؛ كما بيّنّا بالفتوى رقم: 287167.
ولا حرج عليك أن تهديها هدية بلا مناسبة؛ كما بيّنّا بالفتوى رقم: 99348، بل الهدية وسيلة لتحبيبها في الإسلام فلا تقصري فيها.
وننصحك باستعمال ما أمكن من وسائل الدعوة؛ بإهدائها الكتب والرسائل المرغبة في الدخول في الإسلام، والإكثار من الدعاء لها حتى تحصلي هذا الأجر العظيم.
وأما حصولك على هذا الأجر بمجرد الدعاء: فنرجو أن يكون لك نصيب من الأجر، وإن كان الحديث واردًا في الدلالة على الإسلام وتعريفه؛ قال ابن علان في دليل الفالحين: (فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا) أي: ينقذه من الكفر والضلال بدلالتك له على الإسلام والهدى. انتهى.
وعلى كل حال؛ فاجتهدي في دلالتها على الإسلام ودعوتها إليه مع الدعاء لها بالهداية يعظم أجرك ويحصل المقصود -بإذن الله تعالى-.
والله أعلم.