السؤال
ما الحكمة من مجيء الإصلاح بعد العفو في الآية الكريمة (فمن عفا وأصلح فأجره على الله... الآية)؟
وجزاكم الله كل خير.
ما الحكمة من مجيء الإصلاح بعد العفو في الآية الكريمة (فمن عفا وأصلح فأجره على الله... الآية)؟
وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فيقول رب العزة جل وعلا: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى: 40}.
والمعنى: أن من عفا عمن ظلمه، فلم يقابل السيئة بمثلها وأصلح بالعفو بينه وبين ظالمه، فسيكسب بذلك أجرًا عند الله.
قال مقاتل: فكان العفو من الأعمال الصالحة.
والذي يظهر -والعلم عند الله- أن المراد بمن عفا: هو من لم يأخذ بحقه ممن ظلمه فتركه ابتغاء وجه الله، وأن المراد بمن أصلح: من أسقط حقه وزاد على ذلك، بأن قابل السيئة بالحسنة، وأهدى إلى ظالمه هدية أو دفع عنه مضرة.
فالحاصل: أن من عفا وأصلح ليس كمن عفا فقط، فلذلك كان الجمع بين الأمرين محتاجاً إلى كثير من الصبر، وكان الجامع بينهما ذا حظ عظيم.
والله أعلم
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني