الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم محادثة الرجل مع زوجات إخوته

السؤال

أنا امرأة متزوجة، وهذا هو زواجي الثاني، ومشكلتي والتي لا أراها مشكلة لولا تغير المجتمع، هي أنني متمسكة بحيائي وطبعي الهادئ، وحرصي على ألا يرتفع صوتي أمام الناس، ففوجئت، بل صدمت، عندما علمت أن والدة زوجي تتحدث عني في غيبتي وتتهمني بالبرود وعدم حسن التصرف، وأنني لست زوجة نشطة لمجرد أنني أعمل بهدوء وخفية دون أن أعلن عما أقوم به من أعمال، أو أتفاخر بما قدمته لبيتي وزوجي كما تفعل غيري من النساء، علما بأنني زوجة أب، ولن أسمح لنفسي أن أتباهى بمعاملتي لأبناء زوجي أو ما أقدمه لهم، لأَننِّي أريد الأجر من الله لا من الناس، وزوجي يقدر هذا الشيء ـ ولله الحمد ـ ولكن كلام أم زوجي ترك في جرحا عميقا أدى إلى أثر في جسدي وألم فعلي، فماذا أفعل؟ وابنة زوجي شعرت بألمي وأخبرتني بكل هدوء ألا أحاول أن أرضي والدة زوجي، لأنها لن ترضى عني مهما فعلت! والجزء الآخر من مشكلتي هو أنني أبقى هادئة في بيت أهل زوجي، ولكن زوجي يتحدث بكل بساطة مع زوجات إخوانه وأنا أتضايق من هذا الشيء، حاولت أن أخبره، ولكنه يراه أمرا طبيعيا... فهل الخطأ مني؟ وما هو السبيل لعلاج ما أنا فيه؟ وهل أذهب إلى طبيب نفسي؟ أم أعتزل الناس؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنوصيك بالصبر على والدة زوجك، وإكرامها لمكانها من الزوج، وإذا كانت سيئة فيتعامل معها بحكمة وبشيء من الصبر، والمرأة العاقلة تكسب حب زوجها ووده بإكرام أمه والصبر على أذاها، وراجعي الفتوى رقم: 35242.

وأما بخصوص تحدث زوجك مع زوجات إخوانه، فينبغي أن يعلم أن أخا الزوج يعتبر أجنبياً عن زوجة أخيه لا تجوز له الخلوة بها، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 3178.

كما لا يجوز لهؤلاء الزوجات الظهور أمام أخي الزوج مكشوفات الوجوه، لأن حكمه حكم الرجل الأجنبي، كما هو مبين في الفتوى رقم: 20209.

ولا يجوز لهن الاختلاط به وإن كن متحجبات، كما هو مبين في الفتوى رقم: 8975.

وما ذكرناه لك هو السبيل الأمثل لعلاج مشكلتك، ولست بحاجة إلى الذهاب إلى طبيب نفسي أو اعتزال الناس، فهذه المشكلة ليست ناتجة عنك، والخطأ ليس منك، وإنما ممن حولك هداهم الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني