الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اهتزاز الجسم عند التلاوة قد يكون من خشية الله

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيملماذا يهتز الذي يقرأ القرآن؟ وهل يجوز للمرأة أن تجهر بالقراءة في صلاة الفجر والمغرب والعشاء كالرجل سواء كانت بمفردها أو في جماعه النساء؟ هل يجوز محبة إمام في الله والدعاء بالزواج منه خصوصاً إذا كان في مدينة بعيدة وأتمنى أن تدعوا لي بذلك؟ وأخيراً أبي هداه الله لا يصلي في المسجد كذلك إخواني ما عدا الصغير أحيانا يذهب للمسجد ما حكم هذا؟ والذي أدهى من ذلك أن المسجد لا يتجاوز الـ15 متراً ولا يصلي الفجر أبدا الله المستعان أمي توقظه هو وإخواني الأولاد ولا يلقون لها بالاً الله يهديهم أجمعين ممكن أن تعلق على ذلك يا شيخ الله يجزيك خير والرجاء الدعاء لهم وللذين مثلهم بالهداية.والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاهتزاز جسم الإنسان عند قراءة القرآن قد يكون بسبب خشية الله تعالى والخوف منه كما قال الله تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الزمر:23].
وقد يكون بسبب وجود مس شيطاني به، وذلك إذا كان هذا الاهتزاز يحصل دون إرادة ولا خوف ولا وجل.
وأما حكم رفع المرأة صوتها بالقراءة في الصلاة فقد سبق بيانه في الفتوى رقم: 10518.
وإذا وقع حب رجل في قلب امرأة وأحبت الزواج منه فلا بأس في أن تتوجه إلى الله تعالى بالدعاء بأن يجعله من نصيبها، ولكن لا يجوز لها أن تتخذ وسائل محرمة للوصول إلى النكاح كالخلوة به وإظهار زينتها له ونحو ذلك، بل ينبغي أن تطلب من وليها أو غيره من محارمها أو النساء إعلام هذا الشخص برغبتها في نكاحه، أو عرض نفسها عليه عبر الرسالة أو الهاتف ونحو ذلك، فإن وافق فهو المطلوب وإن لم يوافق فالخير في ما اختاره الله تعالى للعبد، ونسأل الله تعالى أن يكتب لك ما فيه صلاحك في الدنيا والآخرة.
وأما ما ذكرته من تقصير والدك وإخوانك في الصلاة فهو أمر مؤلم ومؤسف، لأن الله تعالى توعد من يضيع الصلاة أو يتهاون بها بالويل والهلاك، فقال سبحانه وتعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:4-5]، وقال الله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً [مريم:59].
وينبغي لكِ أن تبذلي لهم النصح بالرفق واللين في الوقت المناسب عسى الله أن يهديهم سواء السبيل.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني