السؤال
اختلف العلماء في حكم من ترك الصلاة عمدا ثم تاب، فهناك من يقول إنه لا يجب عليه قضاء ما فاته من صلاة، وإن فعل فلا تقبل صلاته، لأنها في غير وقتها، فإذا أخذت بقولهم ولم تقبل الصلاة، فهل يؤجر المؤمن إذا صلى احتياطا على قراءته للقرآن ـ سورة الفاتحة وسورة أخرى؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلاف في هذه المسألة معروف مشهور، والذي نراه أن يقضي الشخص ما تركه من صلوات عمدا إبراء للذمة بيقين واحتياطا للدين، ولتنظر الفتوى رقم: 128781.
ثم ليعلم أن الشخص الذي يقضي هذه الصلوات احتياطا وعملا بقول الجمهور مثاب على صلاته بكل حال، فإن الله تعالى لا يضيع أجر المحسنين، وإذا كان من صلى صلاة باطلة بأن صلى محدثا وهو لا يعلم، فإنه يثاب على ما في صلاته تلك من القراءة والذكر، فكيف بمن صلى صلاة يعتقد وجوبها عليه ويقلد في ذلك جماهير أهل العلم، جاء في حواشي نهاية المحتاج: فلو بطلت صلاته لعذر بعد ركعتين مثلا أثيب عليهما ثواب الصلاة، لا على مجرد القراءة والذكر، بخلاف ما لو أحرم ظان الطهارة فبان خلافه، فلا يثاب على الأفعال، ويثاب على القراءة والذكر. انتهى.
والحاصل أنه على تقدير كون القول الحق عند الله في هذه المسألة هو عدم لزوم القضاء، فإن الشخص إذا قضى تلك الصلوات لن يحرم الثواب في الآخرة.
والله أعلم.