الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترفق في تعليم الناس

السؤال

بعض الناس عندما أفعل شيئا، وأقول: كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، أو الصحابة، فيرد ويقول: مضى عصر الأنبياء، والصحابة.
ما حكم الشرع في ردود الناس بمثل هذه الكلمات، بالرغم من علمهم بقوله تعالى: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فهذا القول خطأ بلا شك، فرد السنة بحجة أن عصر النبوة انتهى، هذا لا يصدر إلا من جاهل، والجاهل حقه التعليم، والصبر عليه، فنوصي إخواننا أهل السنة، وخاصة طلبة العلم، بالصبر على الناس، وتعليمهم بدل تعنيفهم، أو البحث عن تنزيل أحكام التفسيق، أو التكفير عليهم، والله تعالى أرسل نبيه معلما، كما قال تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ { سورة الجمعة: 2}.
قال الخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقه: وَيَجِبَ عَلَى الْعُلَمَاءِ تَعْلِيمُ الْجَاهِلِ؛ لِيَتَمَيَّزَ لَهُ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ... اهـ.
وفي الفتاوى المصرية لشيخ الإسلام ابن تيمية: ويل للْعَالم إِذا سكت عَن تَعْلِيم الْجَاهِل، وويل للجاهل إِذا لم يقبل. اهــ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني