الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طاعة الأم في تقليل الزيارة للعمة

السؤال

سؤالي بارك الله فيكم: أنه لدي عمة (شقيقة الأب) حيث أكن لها محبة خاصة نظراً لما تتمتع به من أخلاق عالية وطيبة قلب, ما حدث لاحقاً أن عمتي أقامت حفلاً عائلياً ولم تقم بدعوة والدتي التي بدورها استاءت مما حدث من جانب عمتي، وقد قالت لي والدتي بأن أعرف السبب وراء ذلك، ولكن انشغلت بعملي وقلت لوالدتي بأن تنسى الموضوع وتصفح عن ما حدث ابتغاء المثوبة، فقالت لي بأنها تجاهلت الموضوع ونسيته، ولكن أحببت بأن أذكر بأن (علاقتي مع عمتي قوية جداً حيث دائماً ما أزورها وأحضر لها الهدايا) وإبان محادثتي مع والدتي عن نسيان ما حدث من عدم دعوتها للحفل قالت لي بأن أغير معاملتي تجاه عمتي بحيث لا أزورها أو أحضر لها الهدايا كعادتي، ولكن لا أقطع صلة الرحم بحيث إنه لا أتواصل معها كما كنت سابقاً، وذكرت لي والدتي بأنها إن واصلت علاقتي مع عمتي كما كانت بأنها لا تسامحني سواءً في الدنيا والآخرة، هل أنا مجبر على طاعة أمر والدتي؟! وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر لنا ـ والله أعلم ـ أنّه لا تجب عليك طاعة أمّك فيما أمرتك به من تقليل الزيارة لعمتك، وذلك لأنّ هذا الأمر - وإن كان ليس فيه معصية - لكن ليس فيه مصلحة معتبرة للأمّ، وتوددك لعمتك بالزيارة ونحوها ليس فيه ضرر على أمّك، وفيه نفع لك، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: "ما فيه منفعة للإنسان ولا ضرر على الأبوين فيه فإنه لا طاعة للوالدين فيه منعاً أو إذناً؛ لأنه ليس فيه ضرر وفيه مصلحة" الشرح الممتع على زاد المستقنع (8/ 13)
وبإمكانك أن تزور عمتك وتصلها دون علم أمّك حتى لا تغضب أمّك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني