السؤال
ما أفضل وقت لقراءة سورة البقرة؛ هل المغرب أم عند قيام الليل؟ وأيضًا هل قراءة القرآن الكريم أفضل بعد أي صلاة (مثلًا صلاة العصر أو الظهر) أم منتصف الليل؟ وما حكم قراءة سورتين في اليوم؟
ما أفضل وقت لقراءة سورة البقرة؛ هل المغرب أم عند قيام الليل؟ وأيضًا هل قراءة القرآن الكريم أفضل بعد أي صلاة (مثلًا صلاة العصر أو الظهر) أم منتصف الليل؟ وما حكم قراءة سورتين في اليوم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيستحب الإكثار من قراءة القرآن عمومًا في الليل وفي النهار، وليس ثمة وقت خاص بقراءة سورة البقرة، فمن أراد أن يقرأها فليقرأها في أي وقت شاء، كما نبهنا عليه في الفتوى: 62675.
لكن دلت بعض النصوص على أفضلية قراءة الليل في العموم، لكونها أبعد عن الرياء وأدعى للخشوع، وهذا يشمل البقرة وغيرها من سور القرآن، قال الله تعالى: مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ [آل عمران:113]. وقال صلى الله عليه وسلم: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل. رواه البخاري. وكان إبراهيم النخعي يقول: اقرءوا من الليل ولو حلب شاة.
قال النووي في كتابه التبيان: وإنما رجحت صلاة الليل وقراءته لكونها أجمع للقلب، وأبعد عن الشواغل والملهيات والتصرف في الحاجات، وأصونه عن الرياء وغيره من المحبطات، مع ما جاء الشرع به من إيجاد الخيرات في الليل. اهـ.
ثم إن أوقات الليل متفاوتة في الأفضلية، وأفضلها ثلث الليل الأخير؛ قال العلامة/ محمد مولود الشنقيطي -رحمه الله-:
والليل أفضل وقوت التالي وأفضل الليل النصيف التالي.
وقال الشيخ/ صلاح عبد الفتاح الخالدي في كتابه مفاتيح للتعامل مع القرآن: وأفضل الأوقات ما كان في الثلث الأخير من الليل وقت السحر، ثم قراءة الليل، ثم قراءة الفجر، ثم قراءة الصبح، ثم قراءة باقي أوقات النهار. اهـ.
ولا حرج في قراءة سورتين يوميًّا أو أكثر أو أقل، لكن ينبغي لمن لا عذر له أن لا تمر عليه أربعون يومًا دون أن يختم القرآن الكريم، كما أسلفنا في الفتوى رقم: 146899.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني