السؤال
في أذكار الصباح والمساء أقرأ فواتيح سورة البقرة، وآية الكرسي، وخواتيم السورة بالتتابع، فهل أستعيذ بينها؟ أم ماذا أقول؟ أم أقف برهة مثلا؟...
وجزاكم الله خيرا.
في أذكار الصباح والمساء أقرأ فواتيح سورة البقرة، وآية الكرسي، وخواتيم السورة بالتتابع، فهل أستعيذ بينها؟ أم ماذا أقول؟ أم أقف برهة مثلا؟...
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال الله تعالى: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {النحل:98}.
قال أهل التفسير: أي إذا أردت قراءة القرآن، فالاستعاذة مطلوبة على سبيل الندب في بداية قراءة القرآن على العموم ـ بغض النظر عن القصد من القراءة ـ سواء كانت لأذكار الصباح والمساء أو لغيرها، قال القرطبي في التفسير: هَذَا الْأَمْرُ عَلَى النَّدْبِ فِي قَوْلِ الْجُمْهُورِ فِي كُلِّ قِرَاءَةٍ.
وفي كتاب صفة الصلاة لابن تيمية: السنة لكل من قرأ في الصلاة أو خارج الصلاة: أن يستعيذ، لقوله تعالى: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ـ يعني: إذا أردت القراءة.
وعلى ذلك، فإذا كنت قد استعذت في البداية ولم تقطع القراءة بين المقاطع المذكورة قطع ترك أو تشتغل بما يتنافى مع القراءة، فليس عليك إعادة الاستعاذة بينها، لأنها بمنزلة قراءة واحدة، ولم يقطعها ما يتنافى معها، وإنما عليك أن تقف عند نهاية كل مقطع، ثم تبدأ بما بعده مباشرة، وإذا قطعت القراءة بينها قطع إهمال أو ترك، فيستحب لك أن تستعيذ بعد القطع؛ لأنك في حكم المبتدئ، جاء في شرح طيبة النشر للنُّوَيْري: إذا قطع القارئ القراءة لعارض من سؤال أو كلام يتعلق بالقراءة، لم يعد الاستعاذة، بخلاف الكلام الأجنبي، فيعيدها.
فالاستعاذة لا تطلب عند الانتقال من جزء من القرآن إلى جزء آخر، وإنما تستحب عند بداية القراءة ـ كما أشرنا ـ والحاصل أنه ليس عليك إعادة التعوذ بين مقاطع القرآن ما دمت تقرؤها بالتتابع، مع ملاحظة أن فواتح سورة البقرة وخواتمها ليست من أذكار الصباح والمساء الواردة بالنص فيما وقفنا عليه من كتب الأذكار، انظر مثلا كتاب الأذكار للنووي وغيره.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني