السؤال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَالَ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) عَشْرَ مِرَارٍ، كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ. صحيح مسلم.
علمت أن هذا الذكر مقيد بأذكار الصباح والمساء، ومقيد أيضًا بأذكار ما بعد صلاة المغرب والفجر بزيادة (يحيي ويميت)، فهل يصح أن يكون أيضًا ذكرًا مطلقًا غير مقيد كما في الحديث السابق؟ وهل لو قلتها مثلًا في اليوم عشرين مرة يكتب لي عتق ثمانية أنفس من ولد إسماعيل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيصح استعمال هذا الذكر مطلقًا غير مقيد بالصباح أو المساء، بل يقال سائر اليوم، لقوله صلى الله عليه وسلم: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك. رواه البخاري ومسلم.
وقد استعمله طائفة من أهل العلم على هذا؛ فبوب عليه الغزالي في الإحياء: فضيلة التسبيح والتحميد وبقية الأذكار. وبوب عليه الضياء المقدسي في فضائل الأعمال: وَمن فَضَائِل الذّكر فِي جَمِيع الْأَوْقَات.
وذكرها المنذري في الترغيب، والنووي في رياض الصالحين، والأذكار في أبواب الترغيب في الذكر عمومًا.
والحديث لفظه عام، فإذا قاله العبد عشرًا فكأنما أعتق أربعة، فإذا كررها فأربعة أخرى، وهكذا. بل جاء في بعض رواياته أن من قالها عشر مرات فكأنما أعتق عشر رقاب، وانظر الفتوى رقم: 214717.
ويشهد لهذا أنها خير الذكر؛ روى الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. والحديث حسنه الألباني.
والله أعلم.