السؤال
ما حكم نقل خطب دينية أو ملفات وأشرطة دينية لشيوخ أو أناشيد دون علم ما فيها مع أنها قد يكون بها أخطاء بالخطبة مثلا؟ وهل يجب لو سمعت الخطب أو الأشرطة بعد ذلك أو الدروس أن أنبه كل من أرسلت له الخطب قبل ذلك بالأخطاء؟ وكذلك ما هو حكم أخذ العلم دون تحقق من الشيخ الذى يدرس وإنما عن طريق البحث مثلا ووجود محاضرات للشيخ على مواقع معروفة مثل موقعكم فهل يكفي ذلك؟ وما حكم أخذ وتحميل الأشرطة من على يوتيوب مثلا دون علم مصدرها ولكن أعرف المحاضرة من صوت الشيخ أو يكتب هذه المحاضرة للشيخ كذا؟
وما حكم تلقي العلم من المشايخ وأخذ العلم منهم دون دليل أو أخذ الدليل وعدم التحقق من صحته؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسؤالك (حكم نقل خطب دينية أو ملفات وأشرطة دينية لشيوخ أو أناشيد دون علم ما فيها مع أنها قد يكون بها أخطاء بالخطبة مثلا) يعسر جوابه بحكم شامل قطعي، لكن يمكن أن يقال على وجه المقاربة: إن هناك علماء ودعاة موثوقين، شهد لهم أهل الفضل بالثقة والعلم، فأمثال أولئك لا إشكال في أنه يسوغ نشر محاضراتهم وخطبهم، دون اشتراط الإحاطة بمضامينها، أو التأكد من خلوها من الأخطاء.
وفي المقابل هناك منتسبون إلى العلم والدعوة عرفوا لدى أهل العلم بأن لهم انحرافات وضلالات ظاهرة، وأخطاء كبيرة، يخشى من ضررها على من يستمع إليهم، فمثل هؤلاء يتقى نشر تسجيلاتهم ما لم يعلم أنها خالية من الخلل والخطل.
وتبقى فئة في المنتصف بين الفئتين، وهم الذين لم يرتقوا في الثقة بهم إلى المرتبة الأولى، ولم ينحطوا كذلك إلى المرتبة الثانية، وهؤلاء الأمر فيهم متردد ومحتمل، والأسلم والأفضل لمن لم يكن ذا علم وتمييز هو الاقتصار على نشر دروس وخطب أصحاب المرتبة الأولى.
وراجع الفتوى رقم: 290092.
ونكتفي بهذا ونعتذر عن إجابة بقية أسئلتك، لأننا بيّنّا في خانة إدخال الأسئلة أنه لا يسمح إلا بإرسال سؤال واحد فقط في المساحة المعدة لذلك، وأن الرسالة التي تحوي أكثر من سؤال سيتم الإجابة عن السؤال الأول منها، وإهمال بقية الأسئلة، لا سيما وأن الأخ السائل من المكثرين من الأسئلة، وكثير منها نابع عن الوسوسة، والتجاري معها، ونحن عندنا من الأسئلة الأخرى التي ينتظر أصحابها أجوبتها ما هو أهم من كثير من تلك الأسئلة.
والله أعلم.