الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم نشر حديث إسناده صحيح، وحديث إسناده حسن، علما أني لست طالب علم، لأتأكد من صحة الأحاديث، ولا أعلم شيئا عن طرق الإسناد، ولكني رأيت هذه التخريجات من الموقع المبارك، موقع: الدرر السنية؟
السؤال الثاني: ما صحة الكلام التالي: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم اللحية، وأبو بكر كث اللحية، وعمر كثير اللحية، وعثمان كبير اللحية، وعلي عريض اللحية؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنشر الأحاديث النبوية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، من أعظم أبواب الأجر، إلا أنه يجب التثبت من كونها صحيحة، أو حسنة عند أهل الاختصاص بهذا العلم، وذلك عن طريق تقليد عالم يوثق به في هذا الفن، إما عن طريق مشافهته، أو نقل حكمه عن طريق كتاب موثق، أو موقع موثق كموقع الدرر السنية الذي ذكرته.

وأما هذا الكلام الذي يصف فيه صاحبه لحى الخلفاء الراشدين، فلا ينطبق على أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- حيث كان خفيف العارضين؛ أي: خفيف شعر اللحية.

قال السيوطي -رحمه الله- في تاريخ الخلفاء، في صفة أبي بكر: أخرج ابن سعد، عن عائشة -رضي الله عنها- أن رجلا قال لها: صفي لنا أبا بكر. فقالت: رجل أبيض، نحيف، خفيف العارضين، أجنأ، لا يستمسك إزاره، يسترخي عن حقويه، معروق الوجه، غائر العينين، ناتئ الجبهة، عاري الأشاجع. هذه صفته. انتهى.
قال الزبيدي في تاج العروس: العارِضُ: صَفْحَةُ الخَدِّ من الإِنْسَان، وهما عَارِضَانِ. وقَوْلُهُم: فُلانٌ خَفِيفُ العَارِضَيْن، يُرَادُ به خِفَّة شَعرِ عارِضَيْهِ، كَذَا في الصّحاح، وزَادَ في العُبَاب: وخِفَّةُ اللِّحْيَةِ. انتهى.
وأما غير أبي بكر -رضي الله عنه- فقد ورد في وصفهم أن لهم لحى وفيرة، ولكن لم نطلع على وصف لحية كل واحد منهم بهذه الأوصاف الواردة في السؤال، والتي فيها سجع متكلف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني