السؤال
دار حوار بيني بين والدي قبل وفاته بأشهر، فقال لي: هل تصدّق أن الأموات سيبعثون يوم القيامة؟ فقلت له: بلى، فقال: كيف يبعث الله جميع الناس منذ آدم ـ عليه السلام ـ إلى آخر مخلوق على وجه الأرض؟ وكيف ستتّسع لهم الأرض؟ فقلت: الله خلقنا والسماوات والأرض، وهذا أمر بسيط لا يعجزه، فكيف -يا والدي- وأنت تصلي وتعبد الله، ولا تؤمن بهذا؟ فقال لي: الصلاة شيء جيد، مع أنه كان دائمًا يأمرني بالصلاة حين كنت تاركًا لها، فهي مثل الدروس التي تعلمنا وتفيدنا، أما بعد الموت: فالإنسان يبلى، وينتهي، وتنتهي حياته، فلم أعرف كيف أجيبه، أو أرد على شبهه، مع إيماني ويقيني ـ ولله الحمد ـ بالقيامة، والبعث، والآخرة، والجنة والنار، وكل ما جاءنا به القرآن والسنة، ولا أعلم هل قال ذلك جهلًا منه أم كبرًا ـ الله أعلم- مع العلم أن والدي يصلي... ومنذ وفاته إلى الآن وأنا أستغفر له، ولوالدتي، ولكنني قرأت أن سيدنا إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ لم يعد يستغفر لوالده، وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزور قبر أمه ولا يستغفر لها لكفرها، وكفر والد إبراهيم ـ عليه السلام ـ فهل والدي مات على الكفر؟ وهل أدعو وأستغفر له؟ أم أتوقف عن ذلك خشية أن أكون ممن يوادون من حاد الله ورسوله؟