السؤال
هل يؤثر التدخين على بقية الأعمال الصالحة وهل يعتبر مقياساً للناس؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقبل أن نرد على السؤال يحسن بنا أولاً أن نتكلم عن حكم التدخين، فنقول إن التدخين محرم، وإن أدلة تحريمه بلغت من الكثرة حداً لا يسوغ معه الاختلاف في حكمه، فهو يضر بصحة البدن ويؤذي الجليس، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: لا ضرر ولا ضرار. أخرجه ابن ماجه وأحمد عن عبادة بن الصامت. وربما أدى إلى موت متعاطيه، والله تعالى يقول: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً [النساء:29]، وهو من الخبائث، والله تعالى يقول: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [الأعراف:157]. وهو يتلف المال، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن عمله فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه. رواه الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه. وأما عن تأثيره على الأعمال الصالحة، فإن كنت تسأل عما إذا كان التدخين يحبط العمل، فإن الذي يحبط العمل هو الكفر وليس التدخين كفرا، بل هو معصية يستحق صاحبها العقوبة من الله إذا لم يتب، قال الله تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63]، وقال تعالى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [آل عمران:28]، وقال الله تعالى: إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ [البروج:12]. وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى يغار وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه. متفق عليه. وأما سؤالك عما إذا كان التدخين يمكن أن يعتبر مقياساً للناس، فجوابه أنه لا يمكن أن يعتبر مقياساً للناس بحيث نحكم على المدخن أنه من أهل النار قطعاً، بل هو من جملة الفسقة الذين هم في مشيئة الله إذا لم يتوبوا، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني