السؤال
من عادتي في المنزل إذا كان هناك قرآن يتلى على التلفزيون، أو الراديو، وكنا سننشغل عنه بالحديث، أو أي شيء، أقوم بخفض الصوت، أو كتمه، تعظيماً للقرآن من جانب، ولقوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، وأن هذا كلام الله يتلى وليس شخصاً عادياً يتحدث، لا مانع أن ننشغل عنه، فإن كان لا بد من الحديث، فلنوقف التلاوة حتى ننتهي، وإما العكس.
وفي إحدى المرات كنت أناقش والدي في هذه المسألة، فقال لي إن الآية السابقة نزلت في الصلاة؛ لأن المسلمين كانوا يرددون خلف النبي صلى الله عليه وسلم تلاوته، فنقلت له قول القرطبي في تفسير الآية: "والصحيح القول بالعموم؛ لقوله : لعلكم ترحمون، والتخصيص يحتاج إلى دليل."، فسبب نزول الآية لا يعني حصر الحكم فيها، وقلت - وهو استنتاج مني، ولا أعرف إذا كان صحيحا أم لا - أنه إذا كنا في الصلاة الجهرية نتوقف عن قراءة الفاتحة، وهي ركن أساسي في الصلاة، إذا بدأ الإمام في التلاوة من أجل أن نستمع للقرآن، ونتدبره، فمن باب أولى أن يكون الاستماع واجبا خارج الصلاة.
وفي وسط النقاش، قلت: يا أبي حرام "والله حرام".
فغضب بشدة؛ لأنني حلفت بالله على حرمة ذلك، وقال لي من أنت لتحلل وتحرم شيئا ليس فيه نص قطعي، وتحلف بالله على حكمه، وأنت على علم بالخلاف في المسألة، وليس لديك علم بأي شكل كي تجزم بحكمها.
وأنا لا يمكنني أن أدعي أنني كنت منفعلاً عندما حلفت، أو أنها زلة لسان.
فما حكم حلفي هذا، وما الذي يجب علي فعله؟
وما هي ضوابط الاستماع للقرآن؟
وهل صحيح ما يفهمه بعض الناس من الأحاديث التي تحث على عدم هجر قراءة القرآن في البيت، كقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْبَيْتُ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ يَكْثُرُ خَيْرُهُ..." الحديث، أنه يكفيه تشغيل التلاوة على التلفاز أو الراديو، أم يجب على أهل المكان قراءة القرآن بأنفسهم؟ لأنني أعرف بعض الأشخاص عند إغلاق محلاتهم التجارية، أو عند النوم يترك مثلاً إذاعة القرآن الكريم تعمل، وهو قد لا يقرب المصحف بنفسه.
فما حكم ذلك؟
وجزاكم الله خير الجزاء.