الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعض تطبيقات قاعدة: "كل ما بني على حرام فهو حرام"

السؤال

هل القاعدة الشرعية: "كل ما بني على حرام فهو حرام" تعني أن كل ما يترتب عن الحرام حرام، ولو كان حلالًا شرعًا؟ فهل إذا شجع الحرام ـ فيلم، أو موسيقى ـ على فعل شيء حلال -كالمذاكرة للدراسة- يصبح فعل هذا الشيء الحلال حرامًا؟ أو إذا شجع فيديو، أو موسيقى، أو لعبة إلكترونية على دراسة الهندسة، فهل تصبح الهندسة حرامًا؟ وهل إذا أخدت فكرة معينة من الموسيقى تصبح هذه الفكرة حرامًا؟ وإذا أراد شخص ما الذهاب إلى مكان ما ولم يحترم آداب المشي، -كغض البصر- يصبح مشيه حرامًا؟ وإذا أقنع شخص ما صديقه بالدراسة مستعملًا كلمات نابية، فهل يصبح تفوق ذلك الشخص حرامًا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالقاعدة المذكورة وإن كانت صحيحة إلا أنها لا تنطبق على شيء مما ذكرته البتة، وليس شيء من هذه الأشياء داخلًا في تطبيقات هذه القاعدة، فإنها إنما يراد بها ما بني على حرام -من العقود مثلًا، كأن وقع الصلح على أمر محرم، ونحو ذلك- فهو حرام، وانظر لبيان تطبيقات هذه القاعدة الفتوى رقم: 156351، وما أحيل عليه فيها، وبمراجعتها يتبين لك مراد العلماء من إطلاق هذه القاعدة، وأن استعمالك لها في الصور التي سألت عنها محض وسوسة، وأنه ليس لهذه القاعدة تعلق بما سألت عنه.

بل من ارتكب محرمًا -كسماع الموسيقى- يستعين به على الدراسة، فعليه أن يتوب من المحرم الذي ارتكبه، ولا تصبح الدراسة حرامًا في حقه، وكذا من عصى الله في طريقه، فعليه أن يتوب من معصيته، ولا يلزمه العودة لقطع الطريق على وجه مباح، وهكذا في جميع النظائر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني