الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأم تفضل في البر على الأب

السؤال

أنا شاب مسلم أريد أنا أسافر إلى بريطانيا منذ زمن لأسباب عملية ودراسية، والدي قبل بسفري وأراد دعمي، وأما والدتي فترفض لي السفر ظنا منها أنني سوف أنحرف عن الدين بسبب المجتمع الغربي، علماً بأن أبي يصر ويلح علي بالسفر، وأمي تلح علي بالبقاء، وأنا أريد السفر، ما هي النصيحة التي تقدمونها لي؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن أكثر أهل العلم على أنه إذا تعارض بر الوالدين في غير معصية ولا يمكن البر بهما معا، فإن طاعة الأم مقدمة على طاعة الأب لأنها تفضله، وذكر بعض أهل العلم عن الليث بن سعد أنه سئل عن هذه المسألة بعينها فقال: أطع أمك فإن لها ثلثي البر. ونقل الحافظ في الفتح عن عياض أنه قال: وذهب الجمهور إلى أن الأم تفضل في البر على الأب. انتهى. وصوبه الحافظ في الفتح، وذكر ذلك عند شرحه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. رواه البخاري ومسلم. فعلى هذا تلزمك طاعة أمك بعدم السفر إلى تلك البلاد، ومما يعضد تقديم قولها كون السفر إلى بلاد الكفر لا يجوز إلا لضرورة، وانظر الفتوى رقم: 22708، والفتوى رقم: 20969، والفتوى رقم: 2007. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني