السؤال
لقد اقتربت من حفظ القرآن -والحمد لله- لكن ذلك كان صعباً للغاية، وكانت مسيرتي في ذلك شاقة جداً، ولم يكن ذلك لكوني أجد صعوبة في الحفظ أو لأني بطيء في الحفظ، ولكن ذلك كان بسبب الفتور والضعف، حيث تعلو همتي في ثلاثة أو أربعة أيام، فأحفظ فيها جزءا من كتاب الله، ثم يصيبني الفتور والكسل والعجز لمدة شهر أو نصف شهر تقريباً، فأعجز فيها عن أي إنجاز، وتمر أيام حتى دون أن أقرأ آية من كتاب الله، فأصاب بحزن وغم وكرب عظيم، ويؤثر هذا الإحباط والحزن على كل شيء في حياتي، وفي هذه المدة التي أصاب فيها بالفتور والعجز والكسل والإحباط، ولا أحفظ فيها، تكون عكس أيام الهمة العالية تماماً، حيث إذا أردت، أو فكرت في أن أقوم لكي أحفظ صفحتين من كتاب الله، أو أراجع بضع صفحات، فإني أشعر بضيق الصدر، وأجد صداً شديداً من نفسي عن ذلك ورغبة عنه، ويشق عليّ الحفظ، وأستصعبه كثيراً حيث إن نفسي من الداخل كارهة لذلك، لا تريد أن تحفظ أبداً، وكما قلت سابقاً يؤثر ذلك على كل أمور حياتي، حتى إني لا أجد شيئاً من الخشوع في صلاتي، ولا ألتحق بصلاة الجماعة إلا في آخر الصفوف، وتتحول دراستي، وكل شيء في حياتي إلى الأسوأ، وفي هذه الحالة أمضي أغلب وقتي على هاتفي سواء باللعب عليه، أو إضاعة الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما في أيام الهمة العالية، فيكون الأمر بعكس ذلك تماماً في كل النواحي، وأجد رغبة وحباً في نفسي لحفظ القرآن، وأنجز جيداً والحمد لله، وكل شيء يتحول للأفضل في حياتي، وتكون مدة الفتور والعجز - الانتكاسة- مرتبطة بفترة الهمة وإنجازاتي فيها، حيث إن طالت فترة الهمة العالية وأنجزت فيها الكثير، فإن فترة الفتور والكسل تكون طويلة وصعبة جداً، والعكس صحيح، وعلى الرغم من أني أضغط على نفسي وأرهقها قليلاً في فترة الهمة العالية، إلا أني لا أظن أن هذا الضغط هو السبب في فتوري، وذلك لأني أكون في غاية السعادة والفرح عند حصوله، وأنجز بسببه الكثير، وينشرح صدري وأفرح كثيراً. فقد استغرق مني حفظ القرآن قرابة ثلاث سنوات، مع بعض المراجعة لكيلا أنساه، في حين لو قدر لي الالتزام وعلوّ الهمة، لحفظت القرآن في ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى مثلها لتمكينه. ولذلك فإني أندم وأتحسر على وقتي الذي فرطت فيه، وأضعته في أمور فارغة، حتى إن ثقتي في نفسي قد أصبحت على المحك، وأنا حالياً أخاف من أن تستمر هذه الحالة في المستقبل، وما يرافقها من ألم وتحسر.
أفيدوني بحلٍ جزاكم الله خيراً.