الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من لم يتبين له عدد الأيام التي عليه قضاؤها

السؤال

في أول رمضان قبل 12عاماً أفطرت عمدا لظروف الدراسة 19 يوما، بعدها قضيت بعض الأيام لا أذكر عددها ثم أصبحت أصوم الاثنين والخميس لفترة من أجل التعويض، لكن لا أدري إن كنت نويت بها القضاء أم لا الآن كيف أقضي وهل تجب علي كفارة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن عليك أن تقضي ما تبرأ به ذمتك، فإن كنت تشك في عدد الأيام التي قضيت من أيام الدَين ولم يتبين لك عددها، فخذ الأقل منها لأنه المتيقن وألغ ما تشك فيه. فلو أنك -مثلاً- تشك هل صمت عشرة أيام أم تسعة فإذا لم يتبين لك شيء فابنِ على أنك صمت تسعة فيكون ما بقي عليك من الدين هو عشرة أيام مثلاً... وأما ما صمت بعد ذلك من الاثنين والخميس فإن كان بنية القضاء فلك أن تعده من القضاء، وهو مجزئ عنك إن شاء الله تعالى. وإن كنت لا تدري أنويت بذلك قضاء أم لا؟ فإنك لا تعتدُ بما صمت في تلك الفترة قضاء عن الدين الذي عليك من رمضان، لأن الذمة لا تبرأ إلا بمحقق، ونرجو الله تعالى أن يتقبلها منك صيام تطوع لسُنَّـة الاثنين والخميس. كما يجب عليك أن تدفع كفارة صغرى، وهي إطعام مسكين عن كل يوم من أجل التفريط في القضاء، وتأخيره إلى أن دخل عليه رمضان الآخر، إذا كان تأخيرك بدون عذر كما يفهم من السؤال، وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتوى رقم: 7273. كما ننبهك إلى أن الإفطار عمداً في رمضان إذا لم يكن لمرض أو سفر أو مشقة معتبرة فإنه من كبائر الذنوب، ويجب على المسلم أن يبادر بالتوبة النصوح منه، وإذا كان الشخص باشر أهله في نهار رمضان عامداً من غير عذر من سفر أو مرض، فعليه الكفارة الكبرى، وهي صيام شهرين متتابعين أو عتق رقبة أو إطعام ستين مسكيناً. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني